في الذكرى السنوية الأولى لوفاة أجمل وأفضل الرجال الوالد الغالي رحمه الله كم تمنيت ان اكتب كلمات لم تشهد لها صفحات التاريخ يوما ولكن الكلمات وقفت عاجزه أمامه" فهو اجمل ما كتب التاريخ أفعالا" لا أقوالا"
كم هو قاس فراقك يا ابي أذهلتنا برحيلك الموجع المؤلم كما أذهلتنا بحجم الفراغ من بعدك فراقك فجيعة أدمت عيوننا فطرت قلوبنا وقضت مضاجعنا وهزت كياننا فكل البين ما زال يبكي فراقك وكل زواياك المفضلة التي كنت تجلس بها تشتاق لك.
فقد فارقتنا إشراقة الصباح وبسمة المساء مضى عاما من قسوة الفراق ولوعته ووجع البعاد وحرقته على رحيلك الموجع الأليم .
تمر الأيام والجرح مازال ينزف والقلب مازال يبكي وينكوي وكأنه الدهر بلا نهاية فهذا الفراق الأبدي الذي لا عودة منه أبدا حقاً إنها الذكرى الأقسى على القلوب .
والدي الحبيب الغالي هل أقول إن ذاك الخبر كان صاعقة أحرقت عروقي أم خنجراً موبوءاً دمر فؤادي أو موتاً قبل الموت غض في حلقي ولربما كلها
مجتمعة.
زفرات ودمعات ولهيب لا يطفئه سوى الاسترجاع فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى.
رحلت وقد تركت في صدورنا ذكرياتك العالقة في أذهاننا وارواحنا فقد كان حب الخير والنخوة والشهامة والكرم والرجولة سماتك ومساعدة الآخرين وإصلاح ذات البين صفاتك نفتقدك اليوم وكل يوم وكل لحظة فقد كنت نعم الاب والأخ والصديق الصدوق والرجل الرجل عندما تعز الرجال نستذكر سيرتك الطاهرة العطرة ووصاياك الحسنة ودروسك الحكيمة وطلتك النضرة وابتسامتك البهية وحديثك الشيق العذب.
نستذكر وهل ننسی شموخك ورجولتك وعنفوانك فقد كنت کالجبل الراسي الذي لا تهزه رياح وكالياسمين بياضا"وطهرا" وعطاؤك كالمطر.
كل ذلك كان أبي أب - والله - ليس ككل الأباء، في نظري ونظر اشقائي فريد في صفته وتعامله وخلقه تربينا في كنفه الحنون على الإيمان وحب الصلاة وقرأءة القرآن وحسن الخلق.
أن أقول في رثاء والدي؟ أجدني والله عاجزا" على المضي في الكتابة عنه كونها لم تشف غلة وقد ظللت شهرا مضى أهدهد قلمي أسأله المسيل فكانت قطراته تتردد لعظم الخطب وجسامة التقصير.
فوالله إني مقصر في حقك أبي كتابة مقال ليست شافية فالسنوات التي قضيناها معك بحاجة لسنين من الكتابة علنا ننقل شعلة ونبراسا ما تعلمناه ماذا يسعني منك.
والدي الغالي لقد رحلت عنا فجأة دون أي إنذار وبرحيلك فقدت كل شيء أنا ألان أعيش تائه في هذه الدنيا فوجودك بجانبي كان يعطي للدنيا معاني جميلة وكثيرة أما الآن فلا معنى للدنيا برحيلك عنها فراقك يا والدي ألم لن يشعر به إلا من عاش فيه فهذه أكثر اللحظات ألماً عندما تقف عاجزاً أمام خسران روح من تحب فبرحيلك فقدت باباً من أبواب الجنة قد أغلق فشأنك يا والدي شأن القمر لا نحتاج ضوءه و إنما ليطل علينا كل مساء ليذكر بأن الحياة لا زالت جميلة رحمك الله والدي العزيز وأسكنك فسيح جناته.