ليس صدفة أن تنحني هذه المربية الفاضلة الأخت دميانا بدر مديرة مدرسة راهبات الوردية أمام واحدة من طالبات المدرسة لتزيل عنها القلق والخوف والتعب وتمنحها المحبة والحنان في أول أيام الدراسة ، بل هذه سمة لا تفارق هذه المربية الفاضلة التي لا تمارس وظيفتها الإدارية فقط بل تتعدى ذلك إلى ممارسة دور الأم الحانية على جميع طلبتها .
مثل هذه الصفة هي التي جعلت مدرسة راهبات الوردية في مقدمة المؤسسات التربوية في محافظة العقبة ، التي تحتضن اليوم ما يزيد على ١٨٠٠ طالب وطالبة ، بالإضافة إلى الطابور الطويل الذين يقفون في انتظار مكان لأبنائهم في هذه المؤسسة العريقة التي توشحت بأخلاق المربية الفاضلة دميانا بدر وحملت ملامحها وطيبتها وتواضعها الكبير.
لم تطلب من أحد أن يقوم بالعناية بهذه الطالبة ، بل بادرت بنفسها لتكون قريبة من الجميع حريصة على بث الطمأنينة في أجواء المدرسة لتتحول هذه المؤسسة التربوية الكبرى إلى بيت دافئ لكل من ينتمي إليها من طلبة وطالبات ومعلمين ومعلمات وإداريين ، فهذه المدرسة ( راهبات الوردية ) تقدم نموذجًا للعلاقة بين التربية والتعليم، بين ما يتم تدريسه ضمن المنهاج وما يتم خارج المنهاج من تربية وسلوك يسعى إلى خلق جيل قادر على مواجهة تحديات الحياة وقادر أيضًا على الإسهام في بناء الوطن .
في بعض مؤسساتنا التعليمية هناك اهتمام بمجالس التأديب ولوائح العقوبات التي يتم إشهارها في وجوه الطلبة ، لكن ما يجري في راهبات الوردية هو نموذج مختلف تمامًا حيث اجتهدت المربية الفاضلة الأخت دميانا بدر في تخصيص حصة كاملة لطلاب هذه المدرسة أطلقت عليها اسم ( أخلاقيات الوردية) وهي تقوم بنفسها بتدريس هذه المادة لطلبة المدرسة لتزرع فيهم قيم المحبة والاخاء والتسامح والترفع عن الصغائر لإدراكها أن مثل هذه الأخلاقيات تسهم في بناء جيل جديد يحتاجه الوطن لبناء مستقبل يليق بنا جميعًا .
المربية الفاضلة دميانا بدر ، ومثلما تقول الصورة المرفقة ، هي ليست مديرة لمدرسة كبيرة وليست مربية فقط تشهر سلطتها في وجه التلاميذ ، بل هي إنسانة راقية ومهذبة ورقيقة قبل كل شيء ، مربية جعلت جميع الأبواب والخطوط مفتوحة بينها وبين الطلبة وبين الأهالي أيضًا ، واستطاعت بحكمتها ورؤيتها الثاقبة تحويل معلمي المدرسة ومعلماتها وإدارييها إلى أسرة واحدة متكاتفة متماسكة تكون مهمتها الأولى كسب ثقة الطلاب والطالبات لزرع الأمل والخير والعلم في نفوسهم النقية .
ما أحوجنا إلى مربيات فاضلات بمواصفات ( دميانا بدر) لأن في ذلك اتساعًا لمساحة الورد التي نزرعها في النفوس قبل الأرض واتساعًا لمساحة الأمل التي تتعمق في نفوس الأهالي من أجل أن يكون الوطن زاخرًا بالمحبة وعاليًا علو هامات أبنائه الطيبين .
الصورة تحكي كلامًا كثيرًا وتحكي قصة نجاح كبرى لهذه المربية الفاضلة ولهذه المدرسة العريقة التي تمثل درة ناصعة في جبين مدينة العقبة ومحيطها .