حرك مشهد الملكة إليزابيث وهي جالسة بمفردها في المقاعد الفارغة بجانب نعش أميرها المحبوب فيليب قلوب الملايين قبل 18 شهرا، وبعد ظهر هذا اليوم، ستكون صاحبة الجلالة أخيراً بجانب زوجها الراحل في القبو الملكي، عندما تمر عبر نفس الممر الذي يبلغ عمره 1000 عام في كنيسة سانت جورج في قلعة وندسو.
والتقت الملكة الراحلة لأول مرة بالامير فيليب الذي وصفته بـ "قوتي وبقائي" عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها وكان ضابطاً بحرياً شاباً محطما. وظل مخلصاً للعهد الذي قطعه للملكة خلال تتويجها في (حزيران) 1953.
فيليب الذي توفي في (نيسان) من العام الماضي عن عمر يناهز 99 عاماً، ينتظر الملكة على عمق 16 قدماً في حجرة الدفن التي عادة ما تكون مخبأة ببلاط أسود وأبيض على شكل ماسي.
وبعد وفاة فيليب، جعلت الملكة قلعة وندسور مقر إقامتها الرئيسي حتى تكون بالقرب منه. وخلف المذبح في كنيسة القلعة القديمة يوجد ممر به درجات إلى القبو حيث يمكن أن تكون الملكة أقرب شريكها الراحل.
و لن تكون الغرفة، التي تحتوي على توابيت 25 من أفراد العائلة المالكة، مكان الراحة الأخير للملكة إليزابيث الثانية وزوجها، وسيكون هناك حفل خاص في الساعة 7.30 مساءً يحضره كبار أفراد العائلة المالكة حيث سيتم دفن الزوجين في الكنيسة التذكارية الصغيرة للملك جورج السادس المجاورة للمبنى الرئيسي.
وكانت أمنية جلالة الملكة أن ترقد جنباً إلى جنب مع زوجها هناك، حيث يتم دفن والدها جورج السادس ووالدتها إليزابيث والملكة الأم وشقيقتها الأميرة مارغريت. وقامت الملكة بنفسها بتكليف الكنيسة لتكون مكان دفن لوالدها الملك جورج السادس في عام 1962.
وفي القرون السابقة، دُفن ملوك وملكات إنجلترا في وستمنستر أبي. وربما يكون هنري الثامن هو أشهر من تم دفنه في سانت جورج، على الرغم من أن اللوح الرخامي الذي يشير إلى مثواه الأخير كان في المكان الخطأ. ويوجد أيضاً في الكنيسة الرئيسية جورج الرابع وويليام الرابع. وأنشأت الملكة فيكتوريا أعظم نصب تذكاري للأمير ألبرت بعد وفاته عام 1861.
ألبرت نفسه مستلقي، مثل فارس من القرون الوسطى وكلبه المفضل إيوس عند قدميه. وفي عام 1862، تم نقل ألبرت إلى الضريح الملكي في فروغمور في وندسور جريت بارك على بعد حوالي نصف ميل جنوب قلعة وندسور.
وتم دفن فيكتوريا إلى جانب ألبرت عند وفاتها في عام 1901. وتم السماح لعدد قليل من الغرباء بدخول قبو سانت جورج. ويبلغ طوله حوالي 70 قدماً وعرضه 28 قدماً، ويقال إنه يحتوي على مساحة لـ 32 جثة على كل جانب، مع 12 مقبرة منخفضة في المنتصف للملوك. ومن بين المدفونين هناك زوجة الملك جورج الثالث الملكة شارلوت، ووالد الملكة فيكتوريا دوق كنت، بحسب صحيفة ذا صن البريطانية.