هل من المعقول أن تمر مرور الكرام ،الأنباء عن تبؤ مجموعة من الأردنيين، مراتب متقدمة عالميا في مجالات البحوث العلمية، وأن يكون عددا منهم متميزا في تصنيف أعلى 2./.من الباحثين الأكثر تأثيرا في العالم في مجالات تخصصاتهم العلمية ، وفي الطليعة من هؤلاء العالم المتميز في مجال طب الخلايا الجذعية الدكتور عبد الله عويدي العبادي ابن الجامعة الاردنية ام الجامعات التي ضمت بين جنباتها خيرة الخيرة من علماء الامةفي مختلف التخصصات ،فاهدت للأردن مجموعة من خيرة القيادات في مختلف المجالات . منها هذه
الكوكبة المتميزة من العلماء الاردنيين التي تبؤت مرتبة متقدمة في التصنيفات العالمية، ففي مجال هندسة الاتصالات برز اسم الدكتور حازم الشخاترة، ، أما في مجال التقنية الصيدلانية فقد برز اسم الدكتور علاء الجبالي ،أما في علوم الرياضيات. فقد برز اسم الدكتور محمد الرفاعي ،أما في تخصص الهندسة الإلكترونية فقد برز اسم الدكتور محمد الرفاعي ، وجميع هؤلاء المبدعين الأردنيين ،هم من الأسرة التعليمية في جامعة اليرموك التي تستحق أن نرفع لها القبعات ونستذكرها، كواحدة من أهم الإنجازات التي حققناها في مراحل الازدهار والبناء الوطني.
لقد مرت أنباء هذه الإنجازات الأردنية دون أن نقرأ حولها مقالات أو تعليقات أو لقاءات مع من صنعها ، لا في الإعلام التقليدي المكتوب منه أو المسموع أو المرئي ولا في الإعلام الرقمي ولا على وسائل التواصل الاجتماعي. فتخيلوا لو أن الصورة كانت معكوسة بأن وقع إخفاق في إحدى جامعاتنا أو مؤسساتنا الوطنية؟ عندها كنا سنقرأ فيضا من المقالات والتعليقات التي تجلد الوطن ومؤسساته ،وسيتحول الجميع إلى خبراء ووعاظ يهدورون بالثبور وعظائم الأمور،وسنرسم صورة قاتمة لوطننا.
والسؤال الاول الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا صرنا لاننظر إلا إلى الجزء الفارغ من كأس الوطن دون أن نسعى لملئ هذا الكاس؟ ولماذا صرنا نتسابق ليس لإبراز الأخطاء والعثراث بل ولتضخيمها دون أن نبذل جهدا لإصلاح الأخطاء وجبر العثرة؟
والسؤال الثاني هو لماذا صارت كل وسائل إعلامنا مسخرة لاستغلال عثرات الوطن وإبرازها لا لإصلاحها بل لجلد ظهر وطننا ورسم صورة سوداوية له؟
والسؤال الثالث هو هل هذه الحالة التي نعيشها جاءت عفو الخاطر، أم أن هناك من يقف خلفها ويغذيها فيعظم الأخطاء وينشرها وينكر الإنجازات ويسعى ولإنكارها وإخفائها؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة لنتذكر أن العالم يعيش المرحلة الخامسة من الحروب، وهي حروب من أبرز أدواتها وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من منتجات تكنولوجيا الإلكترونية ، ومن أهم أسلحتها وذخائرها الإشاعات ،وهي حروب لا تفتك بالأجساد لكنها تعطل العقول فيصبح أصحابها قطيع يسهل قياده.
رغم أنف كل من ينكر أن في وطننا إنجاز نقول لوطننا مبروك هذا التميز لهذه الكوكبة من علمائه،فقد أدلونا على نقطة ضوء علينا البناء عليها.