استجمعت أوراقي الليلة عشية قمة الدوري الأردني بين الغريمين الفيصلي والوحدات، المباراة التي ستحدد بطل الدوري بشكل أو بآخر، والتي كما توقعنا تماما أنها ستثير البلبلة وسط علو أصوات التفرقة هنا وهناك لأسباب إن أردت ذكرها فلن تكفيني سطوري هذه، لكن السؤال قائم: هل نستطيع ضبط ملعب كرة قدم؟
قرر الاتحاد الأردني لكرة القدم نقل المباراة من ستاد القويسمة نحو الشمال لأسباب "أمنية" مما أثار حفيظة نادي الوحدات الذي يخاف خسارة ملعبه البيتي الواقع في بؤرته الجماهيرية؛ وهذا ما سيخسره الكثير من الحضور الجماهيري أو سيزيد عناء جماهيره في حضور مبارياته، هذه الأسباب التي قدمها الوحدات على الأقل ليبرر تمرده على المباراة وتهديده بعدم لعبها مما سيؤدي لعقوبات شديدة عليه وستهدد أركان البطولة بشكل أو بآخر؛ فالدوري الأردني قام في سنواته الأخيرة على النزاع بين القطبين فقط وسط تقهقر لباقي الأندية، وحتى في حال صعود نادي للمنافسة فإنه سيصطدم بالقطبين وقواعدهما الجماهيرية (دوري على الضيق).
إن أردت تقييم موقف الوحدات فإني سأحترم مخاوفه من خسارة ملعبه، لكني سأعارضه لو قدم الاتحاد ضمانات بأن نقل المباراة سيقتصر على هذه المرة فقط، الوحدات بشكل أو بآخر خسر شيئا من مصداقيته عندما طالب بتأجيل موعد المباراة، مما أوحى بأنه يناور ليتدارك الإصابات في صفوف فريقه، نستطيع القول بأن الأمر أمسى تصفية حسابات، فهل كنا مضطرين للوصول إلى هنا؟
لم أسمع في تاريخ الأردن المعاصر عن عمليات عنف شديدة بخصوص كرة القدم، فلم نسمع يوما عن مقتل لاعبين أو حكام أو حرب شوارع بين الجماهير، فكيف لنا أن نقدم ملعبا على أنه عصي على أجهزتنا الأمنية التي نتباهى بها دوما!
كيف يعجز الأردن الذي ينفق على مديرية الأمن العام لوحدها ما يزيد عن ضعف ما ينفق على وزارة الصحة مثلا، أو ما يزيد بحوالي 350 مليون عن وزارة التربية والتعليم عن ضبط ملعب كرة قدم ب 18 ألف متفرج -أي ملعب قزم مقارنة بالملاعب الدولية-؟، عداك عن إمكانية الاستعانة بقدرات مؤسسات أمنية أخرى مثل الجيش العربي الذي نفاخر به الأرض.
بعد ما يقل عن 24 ساعة سيحسم أمر المباراة كيفما كان، عندها علينا إيجاد أجوبة لهذه التساؤلات التي تنغص البال وتكدر الخاطر وتشمت بنا كل متربص، على الحكومة فورا تبرير موقفها حول عجزها عن ضبط مباراة كرة قدم.