من العادات الطيبه والموروث العربي الأصيل أن نكرم الضيف ونقدم له القهوه تعبيراً عن الترحيب ومن المعروف عن فنجانين القهوه عند العرب وعددها .
لكن هنا أردت أن أذكر بفنجان الجاهه وماذا يعني ولتصحيح مفهوم خاطىء عند البعض .
نسمع بأحاديث تشوه هذا المعنى الأصيل والكبير مثل راح فلان بشربة قهوه ! أو أن أكبر مشكله يحلها فنجان قهوه !أو أن مين أنت كل راس مالك فنجان قهوه!!! فنجان القهوه هذا ثمنه ليس بما فيه من القهوه وطعمها ولونها لا فنجان القهوه هذا تحديدا يجب أن يأخذ حقه الذي قدم لأجله .
بدايةً عندما يوضع على الأرض هو أشاره للحديث والأعلان عن طلب لمن قدم لهُ المتكلم ومن حضر معه وكلنا نعرف كما هو العرفيدار الحوار من أجل القبول أو الرفض وبشربه يكون الأتفاق والموافقة على طلب الجاهه وعدم شربه عدم الموافقه على طلبهم وبه يصبح النسب والقربا والمصاهره وتعمر البيوت وتكبر وتتجدد الدماء والوصل .
وهو لحل النزاعات وحل الوئام بدل الخصام حيث أن به تحقن الدماء ، وبه تحفظ الأعراض وتستر ،وبه يأخذ صاحب الحق حقه ،وبه يقطع لسان ويد المعتدي ، وبه حفظ الوجه لصاحب الوجه ، وبه توضع حدود وشروط وكفالات لايمكن تجاوزها وهو فنجان الحق والمحكمةالذي لا يكلفك عناء التقاضي وتكليف المحاميين ورسوم ذلك وانتظار ربما سنوات طويله لأخذ بعض حقك وما يترتب على ذالك من هدر للوقت والجهد والمال وزياده في العناء وان هناك كثير من القضايا لا تحتمل التأخير عندما تكون قضايا دم أو عرض وما لذلك أيضا من حفظ وستر للنساء والأعراض وصون الأنثى أن تأخذ حقها ببيتها بكرامه .
فنجان الجاهه ليس وجاه فقط و تكريم ، المعنى الكبير من معانيه أنه لأصلاح ذات البين والعفو والسماح ورسالة سلم وسلام كما امر الله عز وجل وكم سمعنا عن خير هذا الفنجان وما جزاء من يمشي به لقضاء حوائج الناس وكم هو الأجر الكبير والثواب لمن عمل خيرا وكان لله فقط.