كان الأردن على الدوام أرض الحشد والرباط، ومنبت المجاهدين والمناضلين الأشداء الذين حملوا راية الدفاع عن الحمى العربي، منذ حملة نابليون بونابرت على عكا وحتى يومنا هذا، وسيبقى الشعب الأردني عند مستوى الذاكرة القديمة، ذكرى حمد بن جازي" المجاهد من زمن الفرسان، لأنه وإياهم... الشموع التي لا تنطفئ. تعد الأردن بأرضها ورجالاتها سنداً قوياً وحصناً منيعاً للمقاومين في فلسطين، منذ أن تفجرت الثورة الفلسطينية، وهم يرفدون الثوار بالرجال والسلاح والمال، بل إن مجموعات من المقاتلين الفرسان من أبناء القبائل والعشائر، كانوا القدوة في الجهاد عن عروبة فلسطين ومقدساتها.
ويشهد التاريخ... وتشهد الوثائق، على أن قبيلة "الحويطات" تعد في مقدمة القبائل والعشائر التي قدمت الشهداء الذين أسقوا دفاعاً بدمائهم شجرة الحرية في فلسطين.
إن المواقف الشريفة للشيخ المجاهد "حمد بن جازي" لا تنسى أبداً، والبداية كانت عندما ذاعت أنباء التجزئة، واستبانت خطورة وعد بلفور، حيث تنبه أهل شرق الأردن للخطر المحدق بهم... فبتاريخ 8 أيار ١٩٢٠م، قدم الشيخ "حمد بن جازي" مع مجموعة من الشيوخ والزعماء والوجهاء احتجاجاً إلى الجنرال (بولز) الحاكم العسكري العام في فلسطين، ونددوا فيه بالخطر الصهيوني، وأكدوا عزمهم على الاشتراك مع عرب فلسطين في مقاومة "الاستعمار الصهيوني الفظيع لأنهم إخواننا في الدين والوطن والمبدأ واللغة والقومية"