المبادئ هي القواعد الأساسية والقيم التي تُمثّل ما هو مرغوب وإيجابي لشخص أو مجموعة أومجتمع, وهي نوع من الحقيقة الأساسية التي تساعدنا في الحياة, وأن حقيقةَ حياة الإنسان تستند على المبادئ والقيم التي تشكّلت نتيجة التجارب التي مرَّت معه، فإن الشخص الذي يؤمن بالمبادىء ويقوم بالتمسك والعمل بها في حياته، ويجعل لها الأولوية في تعاملاته مع الناس ويُدخلها في أدق تصرفاته وتفاصيل حياته، لا يلتفت إلى أي مغريات قد تجعله يتخلى عن عنها، لذلك يجب على الإنسان أن يكون صاحب مَبدأ في زمن المُتناقضات فمن ليس له مبدأ تُعتبر إنسانيته غير مكتمله وينتهي من حيث يَبدأ, فالقيمةَ الحقيقية لحياة الإنسانِ تَكمنُ في مبدأ ثابت يعيش لأجله ويتخده منهج لحياته, والشخص الذي لديه مبادئ يَحوز على تقدير ومكانة عظيمة في المجتمع, لذلك إصنع لنفسك أثراً يبقى من بعدك وكُن صاحب مبدأ وتميّز بإنسانيتك واترك لك بصمة على جبين الوجود .
إن المبادئ لا تتغير ويجب أن لا تتغير أو تتجزأ حسب المواقف كأي مُتغيّر فى الحياة على حسب الزمان والموقف, ولا يكون الإنسان صاحب مبدأ ورسالة الا اذا كان له هدفٌ واضح لا يبتغي من ورائه منفعة شخصية، بل يؤمن ويدين به ليصبح عقيدة ويكون هوالغاية وكل ما عداه وسيلة, فإذا أردت ان تحصل على السعادة فعليك أن تعرف كيف تنظم اوقاتك وتستغلها، فالكثير من الناس لا يتمتعون بنوع من الرضا عن حياتهم بسبب عدم معرفتهم بأهمية ذلك, فالحياة والأعمار التي نعيشها ليست بعدد الأيام إنما بعدد المشاعر التي نحياها، وبذلك تكون أطول وأقيم حتى بعد أن يُقدّر الله لنا أن نُفارق الدنيا ونرحل عنها، وإن الإنسان الذي يعرف كيف يستغل وقته في أعمال مفيدة ونافعة، يكون أكثر سعادة، فالسعادة مرتبطة بما يقدمه المرء من أعمال نافعة .
إن الأيام تمضي مُسرعة إلى أن ينتهي بنا المطاف وتنتهي رحلتنا في الحياة, لذلك إجعل بداخلك رسالة تحمل الخير وتنشر المحبة, وهل تُقاس الحياة إلاَّ بقدر شعورنا بها, فلنكن على يقين أن لَنا شيئاً في هذا العالم خُلقنا من أجله, فلنكن أصحاب رسالة إنسانية فإن من يَحمل الرسالة أشخاصٌ نادرون على وجه الأرض، واعلم أنك لم تُخلق للبقاء فكُن مخلصاً لله في نيتك وحاضراً بفكرك مؤمناً بالتغيير, واثقاً بأنك قادر على تغيير حال أحدهم للأفضل, فما كتب الله لِخيرٍ أن يكون في الأرض إلاَّ وقد اختار له من يحمله، فنظر في قلوب عباده أيهما أصلح لحمل هذا الخير فوضعه في قلبه, وأصبح هَمٌّه الشاغل وعند ذلك فقط يُصبح حامل هذا القلب صاحب رسالة وصاحب قضية وهدف سامي يعيش لأجلة .
وأخيراً سلامٌ على القلوب الطيّبةِ والأرواح الطاهرة التي تنبض بالحب ولا ترى إلاّ الجمال .