هل نعيش في غربة ونحن مع بعضنا وحول بعضنا..؟ إذن أين طعم اللمّة؟ أتحدّث عن الطعم الأولاني؛ طعم الفرح وطعم الحكي الوثّاب؛ أين طعم التفاصيل؟ أين ذهبت كاسات الشاي التي كنّا نتقاسمها وأرغفة الخبز التي كنّا نتسابق عليها في "الذفال".. ستبدو كلمة الذفال غريبة تمامًا وبحاجة إلى شرح مفصّل.. سأتركها لفضول من أراد..!
ما أود قوله أن طعم الأشياء الأوّلاني تغيّر.. طعم العزاء الذي كانوا يقدمون في السجائر على صينيّة للمعزّين وكنّا نتسابق أطفالا كي نوزّعه ونحمل الصينيّة ونسرق ما نشاء ومن كل أنواع الدخان أيّامها..!
أين طعم الشوارع الأولاني؟ الآن الشوارع يحتلها الصبيان ويقولون لي أغلبهم "محبحب"..؟! هذه الشوارع التي كنّا نرسم العالم فيها.. كنّا نقيم الدنيا ولا نقعدها.. كنّا نحل فيها كل المشاكل ..صارت هي المشاكل..؟!
نعم؛ طعم الحب تغيّر على رأي المطرب إيهاب توفيق كما أذكر.. وطعم القهر تغيّر.. وطعم الكره؛ نعم الكره تغيّر.. لم يكن الكره هكذا.. الكره كان معلّقا بشروط؛ لذا يظهر ويختفي ولا يكون دائمًا..!
سأدعي أنني أبحث عن الحب الأولاني.. وأنا كاذب؛ لآن طعم البحث تغيّر.. وطعم الطعم تغيّر.. وطعمي أنا ألف تغيّر..فأنا كل يوم أذوقني ولا أجد طعمي فيَّ.. أين طعمي يا جماعة..؟