لا شك أنَّ لغةَ الموسيقى هي لغةٌ عابرةٌ لكل الحدود ولها القدرة أن تجمعَ الشعوب معأً لأنها برقيِّها تعزف على وتر الإرتقاء بالنفس والتحليق بها في عالم الروح بعيداً عن عالم المادة وعالم النزاعات والحروب والإقتتال والإستغلال والقهر والظلم.
وليس بأقلٍ من الموسيقى ذلك الدور تلعبه الرياضة في حياة الشعوب والأمم، فبالروح الرياضية العالية يمكن أن تجتمعَ الشعوبُ وتتلاقى وتتفاعل مع بعضها البعض بعيداً عن روح التعصب والتزمت والإنغلاق، وأن يكون لها الدور الأكبر في التعرف على ثقافات وحضارات الآخرين، وبناء جسور من التعاون في بناء هذا البيت الإنساني المشترك الذي يحتمل التنوع والتعدد لا اللون الواحد والشكل الواحد.
وما نختبره منذ يوم أمس هو بداية إنطلاقة مونديال كأس العالم 2022 في دولة قطر الشقيقة التي جعلت من الحُلم حقيقة وإستطاعت أن تحولَ أنظار العالم أجمع إلى منطقتنا العربية وأن تسلّط الأضواء عليها. وهذا إنجاز يسجل بالدرجة الأولى لهذا القطر الشقيق، كذلك هو فخر لكل العرب من المحيط إلى الخليج، ما حدى بزعماء عرب كثيرين من المشاركة في حفل إفتتاح هذا المونديال ومنهم حضرة صاحب الجلالة الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم. علاوعة على أنّ هذا الإنجاز هو درسٌ هام بأنَّنا كأمة عربية قادرون حقاً على تحقيق إنجازات عظيمة بحجم هذا الإنجاز العظيم وفي كل مناحي الحياة مما يسهم في تحقيق النهضة العربية الشاملة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والإسهام الفاعل في الحضارة الإنسانية، ما يرفع من أهمية منطقتنا وشعبنا العربي الذي يمتاز بالأصالة والكرم وحسن الضيافة.
فهذا يدعونا إذا لأن نراجع أنفسنا وأن نقفَ وقفة حق مع أنفسنا لنتعلم من قصورنا وأخطائنا، ولكي نعلِّي من أهمية التعليم النوعي الذي يواكب التطورَ العلمي والتكنلوجي والذكاء الإصطناعي والعالم الرقمي، متسلحين بالقيم الروحية التي تنادي بها أدياننا السمحة من الأمانة والوفاء والصدق والمحبة والعمل والعطاء، ومتحررين من الأفكار السلبية ضيقة الأفق التي تَحِّدُ من تفكيرنا المنطقي والفلسفي والعلمي وتكبّلَ عقولنا، فلا نجتهد في كلِّ حقول الفكر والمعرفة سعياً لفهمِ أسرار هذا الكون والوصول إلى المزيد من الإنجازات والإختراعات الجديدة التي تخدمة أمتنا العربية وتخدم الحياة البشرية وتحافظ على توازن بيئتنا من التغيير المناخي واختلال النظام البيئي والطبيعي.
لعل إنجاز دولة قطر يوقظ فينا كأمة عربية العزم والثقة بأننا قادرون على تحقيق إنجازات عالمية تفيد البلاد والعباد.