مع بزوغ أشعة الشمس الذهبية في صباح هذا اليوم من صباحات الوطن الجميلة شددت الرحال إلى عاصمتنا
الحبيبة عمان وتحديداً إلى المؤسسة التي تحتضن في اكنافها رفاق السلاح والمحاربين
القدامى، وعند وصولي صادفت عدد من المراجعين من المحاربين القدامى الذين شدوا الرحال
من شمال وجنوب الاردن حاملين معهم التحديات المعيشية التي تواجههم، التقيتهم
وتبادلنا أطراف الحديث النابع من القلب بصدق كما صدق مشاعرهم تجاه الوطن، يتحدثون وهاماتهم
تعانق السماء وابتسامتهم المرسومة على وجوههم تحمل في طياتها الحب والوفاء والعطاء
لهذه الأرض المباركة، والسنتهم تلهج بالدعاء إلى المولى عز وجل بأن يحفظ جلالة
الملك عبد الله الثاني بن الحسين الاب الحاني للمحاربين القدامى ورفاق السلاح
الذين يتفيؤون في ضلال المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين
والمحاربين القدامى التي نعتز ونفتخر، حينها انتابني شعور الفخر والآنفة والثقة
بالنفس ولسان حالي يقول بأن الاردن بخير وسيبقى حصناً منيعاً شامخاً بهمة النشامى الذين
سطروا تاريخاً مشرفاً ومشرقاً ومحطات تاريخية خالدة في مسيرة الدولة الاردنية...
نعم انه ليس بغريب عندما نرى حالة الرضا من
المحاربين القدامى للجهود المضنية التي تُبذل بلا كلل ولا ملل من كوادر هذا الصرح
الشامخ وعلى رأسهم ابن الاردن اللواء المتقاعد
الدكتور اسماعيل اسماعيل الشوبكي الذي ترعرع في جنوب الاردن وجُبلت شخصيته على حب
تراب هذه الأرض بصحاريها وجبالها، الذي يحمل في جعبته الكثير من الهموم والتحديات
التي تواجه المحاربين القدامى، الذي التقط الإشارة بذكاء للنهوض بهذه المؤسسة واضعاً
نُصب عينيه ثقة جلالة الملك بأن تكون هذه المؤسسة الوطنية البيت والملاذ الآمن لرفاق
السلاح وتقديم الرعاية الاجتماعية والاقتصادية وتحسين الأحوال المعيشية لهم ليواصلوا
مسيرة البناء والعطاء...
حقاً لهذا الصرح الذي أصبح مقصداً ومطلباً لكل
مؤسسات الدولة، الذي يحتضن بأكنافه كنزاً من الخبرات والكفاءات التي باتت ذات بصمات
واضحة ودور ريادي في تحقيق التنمية الشاملة والنهوض بالمصالح الوطنية...
واجباً
وحقاً يُحتم علينا ان نُنزل الناس منازلهم، الابتسامة والحفاوة التي لا تفارق وجه الباشا
عند استقباله لعدد كبير جداً من رفاق السلاح من مختلف محافظات الوطن، وحالة
التواضع والرقي وسعة الصدر التي يمتلكها عند الاستماع لهمومهم وتحدياتهم بشكل يومي،
نعم انه الباشا الانسان الذي سطر بحروف من ذهب لتاريخ مشرف في سجل هذا الصرح
الوطني من الإنجازات والمشاريع الريادية التي تحققت مؤخراً لتذليل الصعوبات
والمعوقات التي تواجه رفاق السلاح...
شكراً وحباً للجنود المجهولين الذين
يعملون بجد واجتهاد كما خلية النحل في هذا الصرح الشامخ عنوانهم التعاضد والتكاتف
من أجل خدمة مثالية لرفاق السلاح الذين سطروا ورسموا قصص نجاح في اردن الخير والعطاء معاهدين
الله ان يواصلوا مسيرة الخير والعطاء لأردننا الأغلى والاجمل...
حمى الله الوطن وقائد الوطن من كل مكروه...
علي سليمان حديثات