حفل تكريم الراحل بادي عواد، المناضل الأردني الفلسطيني كان مميزاً، حافلاً، تعددياً، عميقاً في الفهم والحضور والمعنى والقضية، كضمير أردني لفلسطين، عمل لأجلها وناضل من أجل حرية شعبها
بادي عواد البدوي الشجاع، الضابط الملتزم، ابن البادية والعشيرة والرفقة والولاء، الفلسطيني حتى نخاع العظم من أجل أمن الأردن أولاً، واستقراره، وتقدمه، وديمقراطيته، وتعدديته، ومن أجل تحرير فلسطين، وإنِهاء السيطرة الاستعمارية الاحتلالية الاحلالية، للغزاة متعددي القوميات والأجناس والبلدان، حتى ولو كانوا من ديانة واحدة، جمعتهم فكرة الصهيونية على سلب فلسطين وسرقتها، من وطن للشعب العربي الفلسطيني بدياناته ومذاهبه، وتحويلها إلى وطن للغزاة، عملت بريطانيا الاستعمارية ومن بعدها فرنسا والمانيا والولايات المتحدة وغيرهم من البلدان المماثلة، لتكون فلسطين بلداً للغزاة، ولكن مهما تباعدت المسافة وسيطر الغزاة، سيرحلوا إن لم يُسلموا بشرعية وطن الفلسطينيين الذي كان لهم وسيبقى، سيرحلوا مذعورين، مهزومين مثل الغزاة الذين اندحروا وغابوا إلى مزابل التاريخ
الوعي والنضج والولاء، وتكامل هويةالأردنيين والفلسطينيين ونضالهم المشترك في الإطار القومي الديني الإنساني، وتكامل برنامجي : 1- حماية
الأردن مع 2- تحرير فلسطين لدى بادي
عواد، شكل دوافع الرجل ليكون
مناضلاً فلسطينياً، حيث لا تتعارض
هويته الوطنية الأردنية مع انحيازه
لفلسطين ومن أجلها.
لم يكن بادي عواد النموذج البدوي الأردني الوحيد الذي قاتل من أجل فلسطين، وانخرط في نضالها من أجل حماية الأردن وتحرير فلسطين في المستعمرة مواجهةوبرامجها التوسعية، بل العشرات والمئات أمثاله الذين رحلوا وعلو وارتقوا من أجل قضيتنا المشتركة: أردنيين وفلسطينيين، ولهذا كان
حفل الاحتفال به، وتأبينه بما يليق بمكانته وأهله ورفاقه مجيء عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح من فلسطين، للمشاركة وتسجيل الحضورالفلسطيني لانصاف قائد أردني، رحل بهدوء وروية تاركاً إرثاً من الشراكة والامتداد والعزيمة، ذكرنا بها القائد الفلسطيني أبو مشعل، تأكيداً على أن الشراكة الأردنية الفلسطينية هي
الأقوى، الأفعل والأنقى، وستتواصل منذ عهد الشهيد عبيدات منذ عشرينات القرن الماضي إلى يومنا المشهود هذا،وستستمر نحو الغد، الغد الأفضل للأردن ولفلسطين، معاً