على الأم أن تدرك ومبكراً جداً أن صراخها على أطفالها وغضبها وتوترها لا يفيد، بل يؤدي لنتائج عكسية وليست تربوية، وعليها أن تتذكر أن الطفل لا ذنب له فيما تعيشه الأم من ضغوط نفسية وظروف معيشية، ولذلك فيجب أن تعرف كيف تسيطر على غضبها مع الأطفال في البيت، وفي حديث للمرشد التربوي عارف عبد الله حيث أشار لعدة نصائح للسيطرة على غضب الأم ونتائج غضبها في حال حدوثه على أطفالها كالآتي:
يفتقد الطفل الشعور بالأمان مع غضب الأم
اثبتيت الدراسات العلمية على مدار سنوات أن تعرض الطفل لنوبات غضب الأم المستمرة تجعله أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية خطيرة كالاكتئاب، والرغبة في الوحدة وكراهية الحياة ومشاعر سلبية أخرى.
الطفل الذي يتعرض لغضب الأم الدائم يعود لممارسة التبول الليلي وتنتابه الأحلام المفزعة والكوابيس.
كما أن الطفل الذي يتعرض لغضب الأم وعصبيتها يفتقد الشعور بالأمان في حياته، ويشعر بأنه مهدد على الدوام.
كما أن الطفل الذي يتعرض لغضب الأم يشعر دوماً بأنه سبب في حزن الأم رغم أن الأطفال ليس لهم أي ذنب في ما تعانيه الأم من ضغوط تجعلها متوترة وعصبية مما يولد لدى الطفل الشعور الدائم بالذنب نحو الأم والآخرين حتى لو لم يرتكب خطأ.
عاهدي نفسك
في الصباح ومع بداية كل يوم وبعد أن تستيقظ الأم من نومها يمكنها أن تعاهد نفسها وتصدر قراراً بعدم الغضب من الأطفال مهما كانت ظروف يومها.
عليها أن تتذكر دوماً أن الطفل ليس وسيلة لتفريغ الغضب، وعليها أن تبحث عن وسيلة لتفريغ غضب اليوم ومشاكله وما تتعرض له من مشاعر سلبية خلال نهارها.
افهمي مرحلة نمو طفلك
يجب أن تعرف الأم أن مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة هي سن اكتشاف العالم بالنسبة للطفل.
ومن الطبيعي أن يتسم الطفل بالحركة والنشاط وحب الانطلاق وعدم الثبات في مكان.
لا تتوقع الأم أن يبقى الطفل في مكانه ولا يتحرك، ولذلك فيجب عليها ضبط أعصابها ومنح الطفل الفرصة؛ لكي ينطلق ويعيش طفولته.
جهزي مكاناً لكي يلعب الطفل
لوحظ من الدراسات أن الأمهات الغاضبات هن الأمهات اللواتي لا يملكن مساحات لكي يلعب أطفالهن.
وبالتالي يعيش البيت كله في فوضى عارمة، وعلى الأم أن تخصص أماكن لكي يلعب بها الأطفال مثل غرفة خاصة أو مساحة صغيرة بالقرب من غرفة المعيشة بحيث تستطيع مراقبته؛ لكي لا يتعرضوا للخطر.
كما أن تخصيص مساحة لكي يلعب فيها الأطفال تقلل من شعور الأم الدائم بأن أطفالها في خطر مما يؤدي لتوتر أعصابها وغضبها.
يجب أن تتعلمي الثناء على الطفل
في حال قيام الطفل بخطأ بحيث يكون غير مؤذٍ فعلى الأم تجاهله، فملاحقة أخطاء الطفل باستمرار وعلى الدوام تؤدي لخلق طفل مشاغب وأم عصبية.
ويمكن للأم أن تتصنع أنها لم تلاحظ خطأ الطفل وسوف يقوم نفسه بنفسه.
وفي حال ارتكاب الطفل لخطأ كبير فعلى الأم أن تغير من المكان الذي تقف فيه وتلتقط انفاسها؛ لكي تكون أكثر هدوءاً وتستطيع التصرف بحكمة.
تعمدي الثناء عليهم
على الأم وباستمرار أن تتبين الجوانب الإيجابية في أولادها وتثني عليهم حين يفعلون تصرفاً صحيحاً فلا تبحث عن الأخطاء وتترك الإيجابيات، فبذلك سوف تصبح متوترة وعصبية على الدوام.
ويجب أن تلاحظ أن الطفل قد تعلم من الخطأ بعد أن تؤنبه في هدوء أو تثني عليه في موقف صحيح وصائب قبل ذلك.
كما تلاحظ أنها حين تضبط أعصابها وتثني على إيجابيات طفلها أنه لن يكرر الفعل.
يمكنها أن تخبر الأب وفي وجود الطفل أنه تصرف بطريقة صحيحة وتتباهى به معه، وتشعره بأنها فخورة به، وتحث الأب على تلك المشاعر؛ كى تشجعه على الاستمرار في السلوك الجيد، وبالتالي فهي سوف تقلل من غضبها بالتدريج.