يعاني الأطفال من الكوابيس على غرار الكبار، وتشكل لهم أمرًا مزعجا يحتاجون بسببها إلى الطمأنينة، ويؤثر بعضها سلبيا على الحالة النفسية.
يبدأ الأطفال برؤية الأحلام وهم أجنة في بطون أمهاتهم، وتختلف هذه الأحلام في كل مرحلة عمرية، حيث تبدأ بالتطور من عمر سنتين فما فوق لتعبر عن طبيعة الطفل ومخاوفه وما يمر به.
هناك الكثير من العوامل التي قد تؤثر على الأطفال وتجعلهم يرون كوابيس مزعجة في نومهم، بعضها عوامل طبيعية لن يتوقع الأهل أن تؤثر عليهم بهذا الشكل، وبعضها عوامل سلبية يمكن للأهل علاجها والانتباه لها.
تشكل الحيوانات أو الحشرات الجزء الأكبر من أحلام الأطفال، خاصة إذا كان هذا الطفل يخاف من حيوان أو حشرة معينة، فمثلًا الطفل الذي يخشى القطط سيرى بشكل مستمر كابوسا حول قطة تلاحقه أو تهاجمه هو وأفراد أسرته.
روت إحدى الأمهات عبر صفحتها الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي أن طفلها الذي يبلغ من العمر 3 سنوات، استيقظ أكثر من مرة بالليل وهو يبكي ويؤكد أن هناك ”صرصارا" يمشي عليه وهو نائم.
في البداية كانت الأم ترفض سماعه، وتصر على جعله ينام بمفرده، لكن مع تفاقم الوضع أدركت أنه يملك فوبيا معينة من الحشرات، وحاولت استيعابه واحتضانه بالليل والحديث معه حتى بدأت تخف هذه الحالة.
وقالت سيدة أخرى إن طفلتها 5 سنوات بدأت برؤية الكوابيس بعد دخولها المدرسة، وكانت دائمًا ما تستيقظ مفزوعة وتشرح لوالدتها أنها تركتها في الشارع بمفردها وتخلت عنها.
وبعد تطور هذا الكابوس قررت الأم مراجعة طبيب نفسي وسؤاله عن الأمر لتكتشف أن تعلق ابنتها الكبير بها، ودخولها إلى المدرسة الذي تسبب بغيابها عنها ساعات طويلة كان له هذا التأثير عليها.
وفي قصة مختلفة؛ شرحت إحدى السيدات أن طفلها 3 سنوات بدأ في أحد الأيام برواية قصة كأنها وقعت حقيقة بعد استيقاظه من النوم حول تعرض والده وشقيقته للضرب من شخص مجهول.
واستمر هذا الطفل برواية هذه القصة على أنها وقعت حقيقة كل يوم لمدة شهر؛ ما جعل الأم بدافع الفضول تستشير اختصاصي أطفال، وبعد أن طرح عليها الكثير من الأسئلة اكتشفت أنها كانت السبب دون أن تعرف، فقد كانت دائمًا ما تمازح طفلها عند مغادرة الوالد للعمل والطفل إلى المدرسة انهما اختفيا وأنه تم خطفهما وهذه القصص زرعت الخوف في طفلها.
ويحلم الكثير من الأطفال عادة بكوابيس حول اللصوص والحيوانات والهروب والوقوع.
أسباب رؤية الأطفال للكوابيس؟
التهديد المستمر للطفل
يتلقى الطفل التهديدات بشكل مستمر سواء من والديه أو المدرسة، وهذا يؤثر على نفسيته بشكل سلبي؛ ما قد يتسبب له برؤية العديد من الكوابيس التي تدور حول الضياع أو الخطف أو رؤية لص.
رواية قصص لا تناسب الطفل أمامه
لا يدرك بعض الوالدين أن هناك أحداثا وروايات يجب عدم التحدث عنها أمام الأطفال، مثل قصص الموت، أو المرض أو السرقات أو بعض الأحداث العنيفة أو مشاهدة الأخبار العنيفة أمام الطفل.
تخويف الطفل
يلجأ بعض الأهل أحيانًا إلى تخويف أطفالهم من أجل منعهم من القيام ببعض الأمور، فمثلًا قد يحاول الأهل منع طفلهم الذهاب إلى خارج المنزل، من خلال تخويفهم بوجود لص أو وحش في الخارج، هذه الأمور قد تؤثر بشكل سلبي على نفسية الطفل.
وضعية النوم
تؤثر في بعض الأحيان أجواء غرفة النوم مثل الإضاءة ووضعية النوم، أو وجود بعض المجسمات في الغرفة على طبيعة ما يراه الطفل في المنام.
مخاوف الطفل
يتمتع كل طفل بدرجة معينة من الجرأة والقوة على الأهل إدراكها، فليس كل طفل يحب القطط والحيوانات، وليس كل طفل قد يتقبل الظلام أو الأشخاص الغرباء، لذلك يجب الانتباه إلى هذا الأمر، ومعرفة مستوى جرأة طفلك والعمل على دعمه وتقديم الأمان له في حال كان يخاف كثيرًا وليس السخرية منه والاستهزاء به.
تجارب صعبة
من أكثر الأمور التي قد تؤثر على الأطفال هو تعرضهم لتجارب صعبة مثل، العنف، التحرش، أو مشاهدتهم شجار والديهم بشكل مستمر، أو رؤية حادثة أمامهم، وحتى انفصال الوالدين.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
الأحلام المزعجة والكوابيس هي تعبير طبيعي لما يمر به الشخص، وإذا تجاوزت الحدود الطبيعية للكبار والصغار يجب مراجعة الطبيب، فمثلا إذا أصبح الأمر متكررا مع البكاء والصراخ في الليل، او استيقاظ الطفل مرعوبًا وقد بلل سريره، وخوفه من النوم حتى لا يرى الأحلام، فمن الأفضل هنا مراجعة الطبيب.