أجزم أننا بحاجة إلى متنب جديد لعل كلماته تصل إلى من صموا آذانهم رغم النداءات المتكررة مرة باسم النصيحة ومرة باسم النقد الهادف ومرة بصراحة المتألم ومرة باسم آهات المريض والفقير والغلبان.
مرة نقول: يا سامعي الصوت ومرة باللقب المباشر لذوي الألقاب الجاثمين على الكراسي بل على قلوبنا ننال منهم بالكلام كلما رأيناهم أو استمتعنا بقراراتهم التي تتحدى مشاعرنا ووطنيتنا وجيوبنا حيث يسرقوننا صباح مساء!! فبطولتهم وأسديتهم تظهر علينا لكنهم نعامات أمام صندوق النقد والبنك الدولي . ابطال علينا ولكنهم لا يملكون تجاه الصهاينة أية كلمة سوى البكاء على الأطلال. مللنا عبثكم وتمثيلكم واقطاعياتكم. لا نحتاج إلى دروسكم عن الوطنية فقد قتلتموها في نفوسنا، لا نريد سماع معزوفة حبكم المزعوم لنا فليس حبا عذريا بل ألسنتكم تنافق وقلوبكم تلعننا.
لا تصدقوا المداحين لكم فهم طامعون بفتات الكعكة التي أخذتموها من جيوبنا. لو سألت الكبير والصغير والمرأة والرجل والفلاح والمدني والحزبي والكافر بالأحزاب لقالوا بإجماع: اننا في أزمة كبيرة مظاهرها الفقر والبطالة والمديونية والإدارة المترهلة والتعليم المتراجع والأخلاق الهابطة والمخدرات المنتشرة والاعلام الكاذب والطلاق الذي يملأ الآفاق والتراجع السياسي والبرلمان الذي لم نعد نتابعه والحكومة التي ينال منها الناس في كل مجلس ...الخ. وما دام الاجماع منعقدا على وجود الأزمة!! والاقتراحات تقدم مكتوبة ومشافهة رغم قلة منابر التعبير فلماذا لا يسمعون؟ هل لاننا نهمس همسا؟ همسنا عبر المقال وعبر المقابلة وعبر الخطبة يوم كان مسموحا لنا قبل التأميم، وبعثنا الرسائل وقلنا في المحاضرات والندوات فهل كل هذا الهمس لم يصل؟
الحقيقة أنكم لا تريدون سماع الكلام النابع من القلب وتطربون على سماع المدح والاطراء عبر حناجر النفاق المستفيدة لأشخاصها لكنها الطاعنة للوطن والوطنية التي تحدثوننا عنها. كلامنا لا يصل ولن يصل لأن المتنبي كان يكذب حين ادعى أن كلماته تصل إلى أصحاب الصمم.
الحقيقة التي نستطيع الاستقرار عليها هي أنكم لا تريدون السماع بل تبحثون بين الكلمات عن زلة قلم يمكن من خلالها تأديب من لا يفهم السيستم. شعارهم: القافلة تسير والكلاب تعوي. ولا أدري إلى أين نسير والى متى؟