ان الاردن وعلى امتداد مساحته من شماله لجنوبه ومن شرقه الى غربه يحتضن اسرة واحدة وهي العشيرة الاردنية بكافة الوانها واطيافها والتي تمتاز بالنخوة والعزة والكرامة والشهامة والشجاعة , و الحصن المنيع والسد العالي امام كل الاعاصير والبراكين , وعنوانهم الانتماء للوطن والقيادة الهاشمية الشرعية التاريخية الصلبة والحكيمة بكل ما للكلمة من معنى .
ان العشيرة الاردنية ورغم الظروف والازمات والتحديات الاقتصادية والسياسية والمعيشية والتي شملت كل مناحي الحياة , و تعصف بها من الداخل والخارج منذ سنوات طويلة وما زالت واخرها ازمة ارتفاع اسعار المحروقات , الا ان الاسرة الاردنية اثبتت لكل العالم , انها صلبة وحكيمة في اتخاذ اي قرار او اجراء , ولا يمكن با ي ثمن ان تتنازل عن حبها و ولائها للوطن وقيادته فهي عنوان الصبر والتحدي والنجاح .وعنوان الاستقرار والامن والامان .
ان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اكد من خلال اوراقه النقاشية ورسائله وتوجيهاته المستمرة للحكومة ولقاءاته الميدانية والاعلامية وفي اكثر من مناسبة ان جميع الاردنيين على اختلاف مشاربهم ومنابتهم أسرة واحدة وقلب وقالب واحد عنوانهم الانتماء والنخوة والعزة والكرامة والرجولة وعلى قدر عال من الامانة والمسؤولية , ومنهم الشهداء الابطال الذين سطروا بدمائهم تاريخا مشرفا للوطن , وقدموا بكل امانة ومسؤولية صورة حقيقية ومشرفة بتفانيهم بعملهم وبشجاعتهم وبسالتهم وحبهم لوطنهم وقيادته , ولم يتوانوا عن نصرة الحق وتحقيق العدل , والحفاظ على امن الوطن واستقراره في كل مكان وزمان .
ان العشيرة الاردنية ورغم التغيرات والازمات والتحديات التي عصفت وتعصف بالاردن الا ان الاردنيين ومن شتى الاصول والمنابت , يسيرون على خطا ثابتة ونبراس واحد بان الثوابت الوطنية والدينية والاخلاقية خط احمر لا يمكن التنازل عنها مهما اشتدت الازمات ومهما طال الزمن , وان الثوابت الوطنية واضحة وضوح الشمس تجاه الوطن لا يستطيع أحد اختراقها , واساسها الانتماء والولاء للوطن , وصون منجزاته ومصالحه العليا وتقديم المصلحة العامة على الشخصية , وبذلك نستطيع ان نبني قوتنا ومنعتنا الوطنية , ونكون سدا منيعا لكل من يحاول المساس بمقدرات الوطن وامنه واستقراره وتماسك وصمود ابنائه مهما يحاك من صفقات ومخططات داخلية وخارجية .
ان العشيرة الاردنية تدرك ان هذه الازمات والتحديات تعد فرصة حقيقية للكثير من المتربصين والحاقدين لغايات تصفية حسابات واثارة الفتن داخل الدول التي تنعم بالامن والامان , حيث يتم استغلال المسيرات والوقفات الاحتجاجية السلمية والديمقراطية للمواطنين , باطلاق الشعارات التي تحض على اعمال الشغب والقتل والتدمير ويرافق ذلك وجود فئة متربصة ترافق مسيرة المواطنين وتستخدم العيارات النارية لتاجيج الموقف والابتعاد عن لغة الحوار ليكون المواطن الاردني الذي يحمل هم الوطن والمواطن والدفاع عن ثراه هو من يدفع الثمن غاليا اولا ويجر الوطن الى الهاوية , ليعم الفوضى والعصيان المدني , وتسود شريعة الغاب حيث القوي ياكل الضعيف .
ان العشيرة الاردنية ورغم انها تعيش في مساحة صغيرة كبيرة في عطائها شامخة في عزتها , تدرك جيدا ان الاردن شعب واحد , وله مصلحة واحدة وهي امن الاردن والحفاظ على منجزاته ومقدراته من قبل ابنائه ، فالعالم بعلمه، والكاتب بقلمه، والغني بماله وهكذا , وهذا هو مفهوم التكاملية للوصول الى تعاون وتشارك في خدمة الشان العام والارتقاء بالوطن ليعم الخير المجتمع ويسود الامن والامان والتنمية الشاملة , ليصبح الاردن عنوانا للنهضة والبناء والتقدم والرقي والازدهار.