تعدّدت آراء علماء الاجتماع حول المفهوم الدقيق والمحدّد للمشكلة الاجتماعية، وذلك بسبب تنوّع خصائها، وسماتها، ومجالاتها، لذلك لم يكن هناك تعريفٌ واحد يُعتمد عليه في كتب علم الاجتماع، ولكن يمكن تعريفها بشكلٍ مبسط على أنها الموقف الواقعي والمدرك والنسبي والضاغط، ويشكل تعدياً على المعايير الاجتماعية، ويحتاج إيجاد وسيلة كفيلة بتغييره باتجاه الأفضل، وسيتم في هذا المقال عرض أهم الأسباب المؤدية لظهور المشكلات الاجتماعية، وكيفيّة عالجها.
الأسباب المُؤَدِّية لظهور المشكلات الاجتماعيَّة
الأسباب المُؤَدِّية لظهور المشكلات الاجتماعيَّة:
الهجرة الداخلية أو الخارجية: فينتقل الأفراد من مكانٍ إلى آخر، ويحملون معهم تقاليدهم وعاداتهم، وقيمهم وأخلاقهم، وظروف معيشتهم الصعبة إلى دفعتهم إلى عدم الانسجام والتوافق في بلادهم الأصلية.
الحرب: لأنّها تسبّب في الهجرة، والتعصّب، والتفكك، والبطالة، والفقر، والعديد من المشكلات الاجتماعية.
التصنيع: يؤثر التصنيع في البيئة والإنسان، ويولد عدداً من الأنماط الجديدة من العلاقات المعتمدة على العمل بحد ذاته، مما ينكر من ثقافات المجتمعات، ومكانة الأشخاص قبل التصنيع، وبالتالي إيجاد نوعاً من الارتباك.
تفكك هيكل التنظيم الاجتماعي: ويكون عندما ينتقل الإنسان من مرحلة إلى أخرى خلال العملية التطوريّة، ممّا يسبّب قصوراً في النظم السابقة، فيتمسّك جيلٌ بالنظم القديمة، ويرفضه الجيل الآخر، فينشأ في ذلك مجموعة متناقضة من السلوكيات.
عدم قدرة النظم الاجتماعية على استيعاب التغيّرات الجديدة: ويُحدث هذا الأمر نوعاً من الفرقة بين الأشخاص، والنظم الاجتماعية، وبالتالي حدوث مشاكل اجتماعية.
عدم قدرة المؤسسات الاجتماعية عن تنفيذ المسؤوليات: فيقلل من التزام الأفراد بأنظمتها، وبالتالي إيجاد نوعاً من المشكلات الاجتماعية.
عدم التوافق بين متطلّبات المجتمع، وأدوار الأفراد فيه: فتزداد المتطلّبات والتوقّعات الاجتماعية للمجتمع مع قدرة فئات معينة، مما يؤدي إلى ظهور المشكلات الاجتماعية.
عدم قدرة الفرد على مواجهة المتطلّبات الاجتماعية المتغيّرة.
كيفية علاج المشكلة الاجتماعية
تختلف الحلول حسب المشكلات الاجتماعية الموجودة، فمشكلة الفقر تختلف عن التعصّب العنصري، وتختلف عن البطالة أو الجريمة، وذلك لأنّ كل مشكلة اجتماعية لها عوامل تختلف عن غيرها، لذلك لا بدّ من تحديد نوع المشكلة الاجتماعية، ثم دراستها، وفهم الأسباب التي أدت إلى حدوثها، ومن ثم البحث عن أفضل الحلول ووضعها، لكن هناك مجموعة من الخطوات من أجل التفكير المنطقي المنظم لعلاج أي مشكلة، دون الأخذ بعين الاعتبار إذا ما كانت اجتماعية أو نفسية أو علمية أو غيرها، وهذه الخطوات من تقديم الفيلسوف الأمريكي جون ديوي، وهي: