مع كل حادثة جديدة تنقلها وسائل الإعلام حول تعرض إنسان للقتل أو التشوه بسبب "كلاب منزل" أو "كلاب شاردة"، تزداد المخاوف من ردزد الفعل، بعدما كانت صفة "الوفاء" ملازمة لها.
فكيف يتحوّل "الوفاء" إلى "غدر" يحدُّ من حرية تنقّل الناس في الشوارع، أو حتى مُجرّد الاقتراب من هذه الكلاب. وقد أجبر بعض مربي الكلاب إلى التخلي عنها، بعد تسببها بحوادث "خارجة عن السيطرة"، سواء كان من خلال الهجوم بشكل مباغت على أطفال، أو التعدي على أشخاص يمشون في الشوارع.
وفي ما يلي حالات تسبّبت بهزّات اجتماعية وإنسانية، في البلدات التي وقعت فيها خلال السنوات الماضية:
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في 13 يناير (كانون الثاني) 2023، وفاة شابة عشرينية بريطانية، ونقل أخرى للعلاج في إحدى المستشفيات، لكن حالتها ليست خطيرة، بعد تعرّضهما لهجوم "قاتل" من 7 كلاب شاردة في مقاطعة ساري بجنوب شرق إنجلترا، الأمر الذي أسفر عن حالة قصوى من الهلع في المنطقة، رغم احتجاز الشرطة للكلاب، والبدء بتحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث.
وفي لبنان، تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، فيديو يظهر فيه إقدام أحد الممتعضين من قطع الطريق نتيجة احتفال جماهير منتخب البرازيل بفوزه بإحدى المباريات كلبه من نوع "بيتبول" الشرس على المواطنين، فعضَّ الكلب فتاة وشابّاً، بعد أن فقد صاحبه السيطرة عليه، فعاجلهُ شخص بطلقة نارية قتلته، وسرعان ما فرَّ صاحبه، تم نقل الشاب إلى المستشفى للعلاج.
وفي مدينة تينسي الأمريكية، فقد كشفت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية في 8 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022، عن وفاة طفلين (عامان و5 أشهر)، وإصابة أمهما (30 عاماً) بجروح خطرة، جراء هجوم كلبين من فصيلة "بيتبول" كانت تربيهما في المنزل، ورغم قتل الكلبين عن طريق الحقن القاتلة، إلا أنّ عم الطفلين أكد والدتهما تمر بحالة نفسية أكثر من قاتلة، كونها خسرت طفليها بأبشه الطرق.
وتعرّضت مذيعة أمريكية عام 2015، إلى عضة كلب، من نوع "دراوس"، مفاجئة في أنفها، أثناء مداعبتها له خلال تقديمها فقرة عن مساعدة الكلاب للناس، ضمن برنامجها التلفزيوني على الهواء مباشرة، ما استدعى نقلها إلى المستشفى على الفور، لتلقي العلاج، بعد قطع البرنامج والاعتذار للمشاهدين، لكن تبيّن أنّ المُذيعة بحاجة إلى جراحة عاجلة في وجهها، لتكشف المستشفى عن أنّ المذيعة ستحتاج إلى فترة من الزن للتعافي من الصدمة العصبية.
تعبير عن الخوف
ما سبق هي حوادث فردية وقعت في العديد من المناطق حول العالم، وتمثّل حالات هجوم الكلاب على البشر، فما هي الأسباب؟
ذكر بروس كلانفورد، المتخصص في السلوك الحيواني، لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنّ الكلاب الأليفة قد تصدّر ردود فعل خطرة، نتيجة الشعور بالخوف، ما يدفعها لتصرّفات لا إرادية، تتمثل في الهجوم على الأفراد، بينما الكلاب الشاردة التي تكون في مجموعات فتحصل على الفوة من بعضها البعض، ولا يمكن ترقب أفعالها أو ردود أفعالها.
أما بالنسبة للكلاب المنزلية، فقد يكون المتنزّه غريبًا على الكلب ما يؤدي إلى توتره، كما هناك خوف الناس من الكلاب مما قد يتسبب بتصرفات تنشّط لدى الكلاب رد الفعل الطبيعي للقتال، والوضع في حالة تأهّب للهجوم.