لا خلاف على أهمية الماء بالنسبة لجسم الإنسان الذي يتكون من نحو %75 من الماء، وهي أهمية تزيد بشكل كبير خلال فترات الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة. ويحار الكثيرون في اختيار أفضل درجة حرارة لمياه الشرب، فالبعض يفضل شرب الماء البارد او المثلج ليروي ظمأهم بعد يوم متعب في الشمس في حين يرى آخرون أن الماء الفاتر هو الأفضل للصحة، وفقا لما ذكره موقع «Stylecraze».
حتى أن بعض المطاعم تقدم لعملائها كوبا من الماء الدافئ ما لم يطلب خلاف ذلك. ولكن هل الماء الدافئ أفضل حقا من هذا الزجاج المغري من الماء البارد؟
وقد يدافع الكثير من الأشخاص المهتمين بالصحة عن شرب كمية كافية من الماء يوميا والبقاء رطبا للبقاء في صحة جيدة. ولكن، قد لا يكون هذا هو الحال مع الماء البارد.
في المقابل، يرى الكثيرون أن شرب الماء البارد يمكن أن يضر بالصحة أكثر مما ينفع. ويأتي هذا الاعتقاد من فكرة أن الماء البارد قد يتسبب في حدوث تقلصات في المعدة، مما يزيد من صعوبة هضم الطعام بعد الوجبة الغذائية. ويعتقد بعض الأفراد أيضا أنه سيتعين على الجسم العمل بجد للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية المثلى (37 درجة مئوية) إذا كانت درجة حرارة الماء الذي يتم شربه عند درجة حرارة 4 درجات مئوية أو أقل.
وفقا لدراسة صغيرة أجريت في عام 1978ونشرت في مجلة «Chest»، تبين أن شرب الماء البارد يجعل مخاط الأنف أكثر سمكا وبالتالي يصعب المرور به عبر الجهاز التنفسي. نسبيا، لوحظ أن شرب الماء الساخن أو المشروبات مثل حساء الدجاج «الشوربة» يجعل التنفس أسهل. كما وجد أن الماء البارد يؤدي إلى تفاقم الاحتقان لدى المصابين بالزكام أو الانفلونزا.
وفي دراسة أخرى أجريت في عام 2001، كان شرب الماء البارد مرتبطا بإحداث الصداع النصفي لدى أولئك الذين يعانون من ذلك بالفعل. وقد يتفاقم الألم المرتبط بالارتخاء المريئي (وهو اضطراب نادر يُسبب صعوبة مرور الطعام، والسوائل إلى المعدة) عند شرب الماء البارد مع وجبة.
أيضا، وفقا للطب الصيني، يُعتقد أن شرب الماء البارد مع الوجبات يؤدي إلى اختلال التوازن داخل الجسم. وبالتالي، يتم تقديم وجبات الطعام في الثقافة الصينية، وكذلك العديد من الثقافات الأخرى في جميع أنحاء العالم، بماء دافئ. وهناك اعتقاد شائع آخر بأن شرب الماء البارد لا يساعد الجسم بالفعل على الاسترخاء في يوم صيفي حار. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي كاف لدعم هذا الادعاء.
إن شرب الماء البارد يمكن أن يمنع الجسم من ارتفاع درجة الحرارة بعد جلسة تمرين صارمة أو أثناء ممارسة الرياضة. وقد يكون هذا لأن استهلاك الماء البارد يمكن أن يجعل من السهل على الجسم الحفاظ على درجة حرارة أقل أساسية.
من المزايا الأخرى لمياه الشرب، بشكل عام، بغض النظر عن درجة حرارته، قدرته على تزويد الجسم بمزيد من الطاقة على مدار اليوم. كما ان شرب الماء مفيد أيضا للهضم ويمكن أن يساعد الجسم في الحفاظ على وزن صحي. بالاضافة إلى أهميته في مساعدة الجسم على حرق عدد قليل من السعرات الحرارية حيث سيتعين على الجسم العمل بجد للحفاظ على درجة الحرارة الأساسية المثلى عند شرب الماء البارد.
ومع ذلك، إذا كان هناك اعتقاد سائد بأن شرب المزيد من الماء (سواء كان ساخنا أو باردا) يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، فهذا غير صحيح. لكنها قد تساعد برامج انقاص الوزن الأخرى في العمل بشكل أفضل.
ولحسم هذا الجدل، أوضح خبراء التغذية والصحة أن شرب الماء الدافئ له إيجابيات وسلبيات، حيث إنه يمكن أن يساعد على الهضم، ويحسن الدورة الدموية، كما يساعد الجسم على التخلص من السموم بشكل أسرع. لكن شرب الماء الدافئ قد يجعل الجسم أقل عطشا، مما قد يكون خطيرا في الأيام الحارة التي يميل فيها الجسم إلى فقد المزيد من الماء من خلال التعرق.
مع كل المعلومات المتاحة، يمكننا أن نستنتج أن شرب الماء البارد يمكن أن يساعد في الحفاظ على رطوبتنا مع تزويدنا بالطاقة أيضا. ومع ذلك، قد لا يكون شرب الماء البارد فكرة رائعة عند الاصابة بنزلة برد أو انفلونزا، حيث قد يؤدي ذلك إلى إبطاء الشفاء. كما يرتبط الماء البارد أيضا بتقليل الهضم.
ومع ذلك، لا يمكنك تجاهل سلبيات شرب الماء البارد. حيث يمكن تناول بضع رشفات من المياه الجليدية بعد تمرين صارم أو بعد يوم متعب في العمل. ولكن عند تناول وجبة ثقيلة أو الاصابة بالانفلونزا، فالماء الدافئ (الفاتر) هو أفضل رهان لصحة الجسم.