مدينة القدس لها أهمية للعديد من التقاليد الدينية، في الديانات الإسلامية والمسيحية، وتعتبر مدينة القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.وأقدس مكان في فلسطين هو القدس.
الدور الخاص للأردن يتمثل في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مع ما يصاحب ذلك من واجبات في الحفاظ على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة وحمايتها وتنظيم الوصول إليها.
إن إسرائيل ملزمة بإيلاء جل الاعتبار الواجب للدور الأساسي للأردن، فالوصاية الهاشمية تشير إلى دور العائلة المالكة الأردنية في رعاية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
ويعود هذا الإرث إلى عام 1924 عندما اختار المجلس الأعلى للمسلمين، الشريف حسين بن علي (شريف مكة) وَصِيًّا على الأقصى. ويعتبر المجلس أعلى هيئة إسلامية مسؤولة عن شؤون الجالية الإسلامية في فلسطين الانتدابية، ثم أصبحت الوصاية إرثًا هَاشِمِيًّا يديره ملوك الأردن المتعاقبون.
والعالم أجمع يحترم هذا الدور الخاص الحالي للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن المقدسة في القدس، وقد أعطي أولوية قصوى لهذا الدور التاريخي الأردني. في عام 2013، حين أقر اتفاق بين الأردن والسلطة الفلسطينية بدور الأردن في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
لقد تم تجديد المسجد الأقصى وقبة الصخرة أربع مرات من قبل السلالة الهاشمية خلال القرن العشرين. في عام 2016، شارك الملك عبد الله الثاني في تمويل تجديد قبر المسيح في كنيسة القيامة، وفي عام 2017، تبرع الملك عبد الله بمبلغ 1.4 مليون دولار للأوقاف الإسلامية في القدس، وهي السلطة الأردنية المسؤولة عن إدارة الأقصى. ويقدر تقرير مستقل المبلغ الإجمالي الذي أنفقه الهاشميون منذ عام 1924 على إدارة الأقصى وترميمه بما يزيد عن مليار دولار.
الأردنيون يقظون ونشطون في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقد سعى جلالة الملك عبد الله الثاني بكل المحافل إلى المناداة بعدم إجهاض حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
إن موقف الأردن الثابت والداعم لحل الدولتين يساعد على إضفاء الشرعية على المطالب الفلسطينية، وزيارات جلالة الملك للعواصم الأجنبية ومشاركته في المؤتمرات الدولية، تتضمن بصورة دائمة في خطاباته إشارات إلى السلام في الشرق الأوسط وربطه بحل الدولتين.
وأهم ما يتم التركيز عليه في كل المفاوضات وقف بناء المستوطنات. إن مطلب "حل الدولتين" بحد ذاته لا يوقف البناء الاستيطاني. ولن يساعد شعار "حل الدولتين" ولا استئناف مفاوضات السلام، على إقامة الدولة الفلسطينية دون وقف الاستيطان.
الجهد الدبلوماسي للأردن لم يتوقف عن شرح المسألة للدول الأجنبية، والعربية الصديقة، للمطالبة بتبني موقف ثابت نحو حل الدولتين ووقف الاستيطان.
ويبقى الأردن في مواقفه السياسية الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية بمثابة رئة الجسد لفلسطين.