تحت هذا القول كانت الأعراس الثقافية و المناشط الوطنية تقام في بني كنانة ، فكانت الملتقيات و
المهرجانات و الاحتفالات و الأسابيع الثقافية -- كانت تُعقد و تُقام قبل أن تنشأ ما يسمى بوزارة الثقافة ، وقتها كانت دائرة الثقافة و الفنون و بعدها توسعت لتصبح وزارة الثقافة و الشباب و السياحة و التراث .
في عهد حكومات البحبوحة لم تكن هذه الوزارة داعما أو ممولا للحراك الثقافي بالمعنى الحقيقي ، فما بالكم اليوم و الحكومة تواجه حالة الطفر و الشح ، لقد كانت المناشط عفوية فطرية تعتمد على نخوة الناس و فزعة الأحرار الذين أنفقوا من حر أموالهم ، و لم يكن هناك من يسعى للتنفيع أو التلميع كما هو اليوم عندما ابتدعت الوزارة بدعة المدن الثقافية التي مسخت و قزّمت المشروع الثقافي الوطني و تسلل الفساد الى الإدارة و الى الذوق العام و إلى النهج ، و بلغ الحد بأحدهم أن يقول: اجعل همك نجاح مشروعك بحجم تمويله و يحذرنا أن نكون من المطففين حتى لا نقف على شفا جرف هار ، و ليته قال: اجعل همك نجاح مشروعك بحجم همتك .
إن من ينظر لتلك التعاريف المعدودة يصح فيه المثل القائل (الفشة على العيمان زفرة ) و هو كالظمآن يجري وراء سراب .
إن ما تقدمه الحكومة لا يغني و لا يسمن من جوع و لن يكون كافيا لدفع فاتورة أكواب الماء التي تقدم للضيوف و الجمهور .
لسنا في بني كنانة من المطففين لكن أولياء الأمر ينقصون الكيل و يخسرون الميزان و يبخسون الناس أشياءهم ، و من يرى غير ذلك فهو يرى الناس بعين طبعه و لن يتقن الا ثقافة السباريس .