لا تزال الأمور غير مستقرة في دولة السودان الشقيق ،بعد أكثر من ثلاثة أسابيع ،من المعارك الدائرة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهاني وبين الفريق الأول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ،والتي أسفرت عن أكثر من ٧٠٠ قتيل وآلاف المصابين ،فضلا عن حالات الكر و الفر والهروب علي الحدود من قبل السكان للهروب من جحيم الحرب الأهلية هناك ،والمؤشرات جميعها تندد بالوضع الإنساني الصعب هناك بسبب كثرة حالات القتل والاصابات والدماء التي لطخت الأراضي هناك ،واصوات البنادق والمدافع والدبابات لا تنتهي ،والوضع ربما يصعب السيطرة عليه بالرغم من جهود الوساطة الإقليمية والدولية إلا أن الحرب مستمرة والحالات الإنسانية تتزايد ،حتي أعلنت الأمم المتحدة أن النازحين يحتاجون الي نصف مليار دولار علي الاقل ،حتي يمكن مساعدتهم في النجاة من آثار الحروب الدائرة وحمايتهم من جحيم الحرب بالسودان . كما أطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين نداء لجمع أموال من الدول المانحة ،لدرجة انهم توقعوا تسجيل اكبر نسبة من الوافدين ستكون في مصر وجنوب السودان ،بسبب أن الحرب دائرة في شمال السودان ،وادي كل هذا وغيره الي تدخل مباشر من امريكا بتهديدها بفرض عقوبات على طرفي الحرب في السودان ،الا أن هذا وكله لا يثني طرفي الحرب السودان عن الحرب أو توقفها ،لما تسببه من وقوع مئات وربما آلاف من الضحايا الأبرياء نتيجة استمرار المواجهات العسكرية وإطلاق النار بين الطرفين ،خاصة أن ميليشيا الدعم السريع تطلق وتشن هجمات في مناطق سكنية مكتظة ،فصلا عن تعرض مستشفى في الخرطوم لغارة جوية شديدة.ورغم اعلان الاتفاق المبدئي لتمديد الهدنة إلا أن الحرب مستمرة في الضاحية الشمالية الخرطوم!
ندعو الطرفين لوقف إطلاق النار بجد وإعلان المفاوضات الحقيقية حتي يحصل كل طرف علي حقه ،ولا تنقسم السودان الشقيق أكثر من ذلك ،بعد انقاسمها من قبل الي دولة في الشمال والجنوب ،وهو ربما يصب في مصلحة اهداف الغرب وامريكا بالتحديد ،في مخطط تقسيم بعض الدول العربية الي دويلات بهدف اضعافها وتفتيت قوتها والنيل من الوحدة العربية المتوقعة منهم مستقبلا .
ومن جانب آخر سعدت لما قامت به الحكومة المصرية عندما فتحت المعابر الحدودية لاشقائنا السودانيين ،وفي اخي القري بأسوان تدعي كركر ،التي تعد نموذج بلا شك في استقبال الأشقاء والترحيب بهم كأخوة وليس كلاجئين ،كما هو متبع في باقي دول العالم .لان مصر معروفة بأنها ام الدنيا وتحوي بين جناباتها كل الجنسيات وكل من يطلب الحماية والاستقرار حتي تخل أزمته ومشكلاته .فقد وجنا الترحاب وحسن الاستقبال من قبل أهالي القرية بأسوان لاشقائنا السودانيين ،والذين شعروا بأنهم في وطنهم الثاني ،فضلا عن تقديم المساعدة العاجلة لهم من علاج وغذاء بالتعاون مع الهلال الأحمر وعدد من المنظمات الدولية فضلا عن الأمم المتحدة ..مصر هي الدولة الكبري التي لابد أن تحوي كل الأشقاء الذين يلجأون طلبا للمساعدة والأمان والاستقرار ،حفظ الله لنا وطننا الغالي لقلوبنا مصر