قد يقودني الفضول بأن أبرح في الكلام مما يرأء لي ما يثير في أنفسنا سؤال قصير لكنه طويل الاجابه اجد بأن وضوحها ساطع فاضح قد يثير الشجون اذ يذهب بنا الأمر بأن ألتقط قلمي برشاقة مُعتاده كي أُكمِل ما شرعت في كتابته، يبدأ القلم في مشيته المتعجرفه بينما أتساءل: ما الذي يدفع انساناً ما لإنهاء حياته فجأة؟ وبينما أستغرق في التفكير اذ برياح شديدة تلفح وجهي ويتسرب البرد إلى أطراف جسدي وأرتجف مصحوباً برغبة مُلحّه لقول إنني "أشعر بالبرد". حسناً لنبدء.. قد يقول شخص ما: أشعر بالبرد وقد لا يقول شخص آخر أي شيء ولكننا نراه يرتجف وسنعرف حينها أنه يشعر بالبرد. ولكن ماذا عن الشخص الذي لا يقول شيئاً ولا يرتجف؟ ماذا عنه إذ تبدو كل معرفة به مستعصية؟ وكل ما يتعلق به غامض؟ إن كان صحيحاً أن بإمكاننا دوماً التعرف على -أي إنسان ولو إلى درجة بسيطة- فستكون المعرفة محدودة، ستكون معرفة لا تتجاوز ملامح الوجه بالقدر الذي يسمح به الشخص المعني بها ولا يسع المرء فعل شيء إزاء ذلك سوي المراقبة. إن حكمنا على الآخرين لن يتعدى تحليل ناتج عن مشهد وتجربة وهذا يضعنا أمام جدلية هامة ألا وهي: هل نحن بحاجة لنتعلم كيف نبصر الأشخاص حولنا؟ أم يكفي كيف نشعر تجاههم؟
قد يتسائل الكثيرين "لماذا ينتحر البعض؟". من أكثر الأشياء التي تبدو في رواية محيره.
هل شعر بالضجر؟ هل اتخذ موقفا من الوجود؟
هل هي جرعة صمت زائده؟ أمّ أن الخيبات توالت عليه حتى أنهكته في زمن المظالم
هل هو الحظ العاثر الذي أفقده الشهيّة في الحياة فقرر الرحيل سريعاً بإمكاننا إنقاذ إنسان لا يُريد أن يهلَك "ينتحر" لكن إذا أدركنا أن طبيعة انسان ما قد بَلَغَت حدّاً من اليأس والاكتئاب خيل إليه معها أن راحته وخلاصَه في انتحاره.. فما العمل يجب علينا أن نقف لحظة تأمل وغيرنا كمشاهدين.بان الزمن قد يلد قهرا في دواخل الإنسان وقد ينبت فيه.بذور اليأس التي تصدر قرارا ذاتيأ غير معلن في صمت الحياه التي تفرض تلك القرار المفزع .