مبروك للشعب التركي… ومبروك لاردوغان الرجل المعجزة…(دكتاتور صندوق الإقتراع والديموقراطية..إن صح الوصف ليدغدغ أوجاع وخبث من وصفوه بالدكتاتور..!)… ومبروك لمن يتغنون ويتمنون ويتعاطفون مع ديموقراطية تركيا… ومبروك للمسلمين والمستضعفين نصيرهم الأقوى… ومبروك للجاليات العربية المهاجرة… التي وضعت الأيدي على القلوب فيما لو فاز كمال اوغلو… الذي وعدهم وغيرهم بالطرد...!
بغض النظر عن كل ما جرى وما حملت الإنتخابات من فوز مستحق وصعب إلا أن هذه التجربة ستكون متعبة للديموقراطية، والرؤساء، والغرب:
- الديموقراطية: معركة إنتخابية وتحالفات حزبية وقومية وغربية وشرقية، وعلى مرحلتين، وبتعصب وتحريض علني واضح، إلا أننا لم نسمع عن أحداث أو (طوش)… أو عبث او تلاعب…أو تزوير… مع أن المنافس بالسلطة… !، ولا ننسى عشرات الملايين من الناخبين وإتساع مساحة تركيا والتعددية والعرقية والتحريض وغيرها، أثبتت هذه الإنتخابات تقدم ونجاح تركيا وتنظيمها لجولتين حاميتي الوطيس، بسلاسة وتنظيم وخروج للنتائج بشكل سريع ومتابعة أولاً بأول، تفوقت على الكثير من دول العالم… وأعطت درساً عملياً واضحاً لكل دعاة الديموقراطية… غربية أم شرقية، هذا النجاح الباهر سيتعب كل الدول حتى الديموقراطية، أو من يدعيها.
- الرؤساء: في دولنا العربية وبعض دول العالم الثالث…يفوز الرؤساء برقم مكون من عدة تسعات99.99%، والمفارقة… أن اردوغان أبو ال52% ومن الجولة الثانية؛ نقل تركيا هو وحزبة إلى مصاف الكبار عالمياً، من دولة شبه مفلسة ومديونة إلى دولة متقدمة إقتصادياً وصناعياً، خلال عشرين عاماً مضت… ويطول الشرح في معالم وحقائق التقدم الذي قاده اردوغان، ومع ذلك نجح ( على الحفه..! أو طشيه بثقافتنا… !)، وبهذا كيف سيواجه اصحاب التسعات شعوبهم والعالم… وهم من اعادوا بلادهم عشرات السنين إلى الوراء… ! هل سيبقى لهم عين… ليفوزوا ب 99.999% ذات إنتخابات..!!؟؟.
- الغرب: امريكا والغرب يتبعون سياسة معروفة… فبعد أن كانوا يهيمنوا على دول العالم بالإستعمار العسكري…أصبحوا الآن يكرسون الاإستعمار بشكل مختلف؛ بامتلاك القرار مباشرة بالقوة والهيمنة أو عن طريق وكلائهم… رؤساء أو حكومات أو شركات عابرة للقارات…وغيرها، وفي الحالة التركية عرّت الإنتخابات التركية امريكا والغرب، لتسخيرهم وبكل الوسائل الدعم المباشر والتحريض العلني لدعم معارضي اردوغان، وتحيز كبريات وسائل الإعلام الغربية والتحيز المعلن لبايدن بشكل فاضح ضد أردوغان… بهدف إسقاطه، لأنه تمرد على سياساتهم، ولأنه امتلك قراره الوطني واقتصاده وسيادته… وأخرج تركيا من ثوب التبعية للغرب…ولم تستطع كل المؤامرات والتحالفات إسقاط اردوغان، فنعتوه بالدكتاتور… وها هي الديموقراطية على أصولها تنتخبه لفترة أخرى… فهو حالة فريدة… اتعبتهم سابقاً، وستتعبهم لاحقاً… وربما سيكررون تجربة الإنقلاب السابقة لإزاحته من المشهد لا سمح الله، أو سيستخدمون أي وسيلة أخرى تخلصهم منه أو تضعفه، وهم لن يعدموا الوسيلة..!، لإعادة تركيا إلى أحضان الغرب بيد اوغلو ورفاقه كما أعلنوا، وبكل الأحول أتعبهم فوز أردوغان وسيتعبهم أكثر للفترة القادمة من حكمه.
نصر اردوغان وحزبه ومسيرته لخدمة وطنه وتطوره… تجربة تاريخية نادرة…لدولة وحزب صبغته وأيديولوجيته الإسلام ولكن بالطريقة الأردوغانية..!، في ظل الهيمنة والإستعمار الغربي ونفوذه على دول العالم وعدائه المعلن وغير المعلن للإسلام… فهل ستتمثل هذه التجربة دول أخرى أو رؤساء… في العالم وخصوصاً الدول التابعة المنهكة…! وهل نتعلم من التجربة التركية في دولنا العربية والإسلامية… !، تخيلوا…وتخيلوا…واحلموا… كيف سيصبح وطننا العربي والاسلامي لو تمثل تجربتهم…وطبقها…!
ستقولون أضغاث احلام…لأن واقعنا لا يشي بغير ذلك...! ومع هذا نقول تنام الشعوب لكنها لا تموت… ودورات الحضارة عابرة للزمن… وتطول وتطول… وما نراه حلماً… قد يصبح حقيقة في زمان ما… قادم غير زماننا… وحتى يحين ذلك؛ إذاً لندعو الله مع الداعين…! لأننا لا نتقن العمل مع الدعاء…!، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم… حمى الله الإردن.