ضيفنا، العين الفريق الركن المتقاعد الدكتور غازي الطيب الذي رافق جلالة الملك عبدالله الثاني حين كان طالبا في الكلية العلمية الإسلامية.. وفي حديثه لـ»الدستور» سلط الطيب الضوء على طفولة مميزة لجلالته ومحطات مهمة كانت ذات أثر كبير في تكوين شخصية الملك العسكرية المبكرة
وعن سر حب جلالته للعسكرية يقول الطيب.. «طفل في الثانية والنصف من عمره يزور برفقة والده الثكنات العسكرية، مرتديا الزّي العسكري الذي كان ولا زال الأحب إلى قلبه».
ويضيف الطيب، «أهم مصادر ثقافة الملك عبدالله في نشأته وطفولته المبكرة ملازمته لوالده المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، فقد كان المغفور له الملك الحسين يعشق القوات المسلحة والملك عبدالله نشأ وترعرع على هذا الحب».
ويقول الطيب «ان جلالته كان في عمر الثلاث سنوات كان يتحدث ثلاث لغات، وهذه من علامات الذكاء المبكر ان يلم الطفل بثلاث لغات، مميزا متى وكيف ومع من يستخدم كل منها».
وعن دور العسكرية كمحطة في صقل الشخصية يقول الطيب «لا احد ينكر ان القوات المسلحة مدرسة في الثقافة والعلم والسلوك والشهامة ومدرسة للرجولة وسلوك يعلم الإنسان احترام الآخرين ويحافظ على النواحي الإدارية بالوقت وتوزيع الأعمال والرغبة في الإبداع والتميز».
والملك عبدالله نشأ في بيئة أردنية حميمة تحب الناس والخير للجميع، بيئة القوات المسلحة وأسرة يقودها الملك الحسين القائد الفذ بالنواحي العسكرية، فكان للملك الشاب القسط الأوفر من الاهتمام بالشأن العسكري، الذي امتزج بتكوينه منذ سن مبكرة، نتيجة تربيته الأسرية التي عاشها، وهو يخطو خطواته الأولى».
الشخصية المحبوبة
«تحبه وهو طفل».. هكذا تحدث ضيفنا وهو يصف لطف جلالته وتعامله مع كل من حوله ، ويضيف «شخصية محببة ولطف في التعامل مع الآخرين منذ صغره حين كان يتقاسم الكعكة التي يشتريها مع أصدقائه في الروضة، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على خلق عظيم وحب للآخر كما الذات.. لا يمكن ان يسيء الى احد بل كان يلهم الآخرين في آلية التصرف مع الناس».
وعن المواقف التي لا ينساها خلال مرافقته لجلالة الملك في طفولته يقول: «زرت معه بريطانيا وسكنت في الغرفة المجاورة، حيث أشارت والدته الى ضرورة متابعته لدروسه، حيث كان يصطحب معه كتبه ولاحظت انه يضع إستراتيجية معينة للاستذكار لفتت انتباهي فلمست ذكاء مبكرا في شخصية ملكنا الشاب.
الالتزام والإقدام
حين انتظم جلالته في صفوف القوات المسلحة، يقول الطيب، «كان جنديا كغيره من الجنود يتدرب ويطيع الأوامر العسكرية ويلتزم بقواعد السلوك، بل الأكثر من ذلك كان مقداما لا يخشى شيئا، كان واضحا حبه للسلاح ومهارته في استخدامه».
وعن تميزه، تحدث الطيب عن القفزة الأولى التي قفزها جلالته من «البرج» وهو مكان التدريب الأول قبل القفز من الطائرة.. يقول «أنها كانت قفزة مميزة ومتقنة دعت جميع المسؤولين عن التدريب يسألونه ان كان قد تدرب من قبل عليها، الا انها كانت المرة الأولى، والتي دلت في تطبيقها على جدية وشجاعة قلب وسجل من خلالها قفزة صحيحة، وجلالته هو الوحيد الذي طلب ان يقفز قفزة «التالون» وهي ان يقفز شخصان في مظلة واحدة وهي تنطوي على مخاطرة ومسؤولية كبيرة الا ان جلالته كان على الدوام مثالا على الإقدام والشجاعة.
يقول الطيب :عندما كان جلالته يزورنا في كرواتيا للوقوف على سلامة قواتنا الأردنية المشاركة في عمليات حفظ السلام الأردنية كان لا يكتفي بالتقارير التي كانت تقدم عن قواتنا بل كان يذهب الى نقاط تواجدها وان كانت تنطوي على مخاطر كبيرة الا انه كان يصمم على لقاء الجنود في مواقعهم. والأجمل «انه كان يتناول طعامه معهم ولم يكن يرضى ان بتم تمييزه في الطعام او الشراب».
وعن اهتمامه بجنودنا البواسل، يروي الطيب موقفا من مواقف جلالته «وهو أمير، حيث رأى أفراد الجيش في الصين يرتدون معاطف لفتت انتباه جلالته مصممة بأسلوب يتناسب وألوانه مع العسكرية لون اخضر واسود، واليوم جنود الحرس الملكي يرتدون هذه المعاطف». الدستور.