الذهب هو عنصر كيميائي رائع يحظى بتقدير كبير لأناقته وقيمته وإمكانياته العالية كأحد أدوات الاستثمار الرائدة. ولكن هل تساءلتم يومًا عن كيفية تشكّل الذهب؟ باعتبار الذهب واحدًا من بين المعادن الأربعة الأعلى قيمة في العالم، فإنه يتمتع بظواهر التشكّل الأكثر إثارة للفضول.
سينتابكم الشعور بالدهشة بمجرد تعرفكم على تاريخ نشأة هذا المعدن! ما عليكم سوى الاستمرار في القراءة لتتعرفوا على المزيد!
تشكّل الذهب - النجوم الميتة
نعم، لقد قرأتم العنوان بشكل صحيح، إنها النجوم الميتة. تساعد الطاقة المنبعثة من اصطدام أحد النجوم النيوترونية أو انفجار أحد النجوم في المستعر الأعظم في تشكّل هذه المادة القيّمة، كما ولعبت "العملية آر" أيضًا دورها في إنتاج هذا المعدن الثقيل. ويُعتقد أن هذه العملية حدثت منذ فترة طويلة تعود حتى إلى قبل تكوّن النظام الشمسي.
كان الهيليوم والهيدروجين هما العنصران الوحيدان اللذان تكوّنا في الماضي البعيد. وأدت الانفجارات النووية للنجوم بعد الانفجار الكبير إلى إنتاج عناصر أكثر كثافة من العناصر الضوئية الأخرى. وعادةً ما تنبعث من هذه العمليات كميات هائلة من الطاقة.
مع مرور الوقت، تكثفت العمليات، وبدأت العناصر الأثقل في الظهور. وجاء الوقت الذي تم فيه تكوّن العناصر الثقيلة، والتي تشمل الذهب والرصاص والزئبق والكادميوم.
والآن، لقد أصبحتم مدركين أن هذا المعدن الثمين هو نتاج أحداث تحدث في الفضاء الخارجي، وبالتالي لا داعي لاستنكار السبب وراء ارتفاع سعره! وقبل أن نتطرق إلى الكيفية التي وصل بها هذا المعدن إلى كوكب الأرض، دعونا أولًا نتعرف على ماهية المستعر الأعظم والنجوم النيوترونية والعملية آر.
المستعر الأعظم - نهاية مدمرة للنجم المعمر
هذه العملية تعني في جوهرها تدمير النجم، حيث تنفجر كرة النار هذه عندما تنتهي دورة حياتها. ويعتبر حدوث ذلك الانفجار أمرًا مدمرًا للغاية نظرًا للكمية الهائلة من الطاقة المنبعثة منه، والتي تكون كفيلة بنشر الضوء في المجرة بأكملها، حيث يشكل الضوء والإشعاعات الأخرى معظم طاقة النجوم المتفجرة.
النجوم النيوترونية
تحتوي النجوم النيوترونية، كما يدل اسمها، على العديد من النيوترونات، الأمر الذي يمنحها كثافة عالية. وتتميز هذه النجوم بخصائص غير عادية، ومن المعروف أنها تنشأ من انفجار نجوم أخرى أكبر حجمًا. كما وتتسم بمجال مغناطيسي وجاذبية قوية للغاية. وبحسب التقديرات، فإن جاذبية النجوم النيوترونية أعلى بحوالي ملياري مرة من جاذبية الأرض، بالإضافة إلى أنها تتمتع بالقدرة على إنتاج كميات أعلى من الأشعة السينية.
العملية التقاط
يُطلق عليها أيضًا "عملية التقاط النيوترون السريعة"، وهي العملية المسؤولة عن كيفية إنشاء الذهب. تتميز النوى التي تتطور نتيجةً لهذه العملية بضخامة أحجامها، ويتم استخدام هذه الطريقة لتوليد غالبية النظائر. وتعد الكثافة العالية ودرجة الحرارة المرتفعة للنيوترونات من الأمور الضرورية لهذه العملية.
وصول بقايا النجوم إلى كوكبنا
وفقًا لبعض العلماء اليوم، ساعدت الكويكبات بقايا النجوم الميتة في الوصول إلى كوكب الأرض. وبحسب المعرفة العلمية، كانت هذه البقايا من ضمن مكونات نواة الأرض بينما كان العالم في طور النشوء.
استخراج الذهب
يتم استخراج الذهب عن طريق التعدين تحت الأرض، ثم يتم استخدام مطرقة ثقيلة أو غيرها من المعدات لسحق الصخور التي تحتوي على الذهب إلى قطع صغيرة. ويتم تقسيم المكونات إلى أحجام أصغر باستخدام الآلات الكبيرة، ثم استخدام الكرات الفولاذية الموجودة داخل الاسطوانات الدوارة في سحق شظايا الصخور وتحويلها إلى مسحوق ناعم.
وفي المرحلة التالية، يتم فصل الذهب عن بقية أجزاء الرمال. ويتم استخدام بعض العمليات مثل الترشيح والتحليل الكهربائي والصهر لإنتاج 99.9٪ من الذهب الخالص.
وبالتالي، فإن الذهب اكتسب هذه القيمة، ليس فقط لأنه أتى إلينا مباشرةً من الفضاء ولكن أيضًا بسبب صعوبة استخراجه، حيث إن إزالته من الصخور والجبال تتطلب الكثير من العمل والوقت.
أين يوجد الذهب على الأرض؟
من المعروف أن الذهب موجود في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي. وعلى الرغم من وجوده في طبقات الأرض، إلا أن الصخور والزلازل والانفجارات البركانية تسببت في انتقاله إلى الجداول وغيرها من المواقع الأخرى.
وفيما يلي أبرز الدول التي تتمتع بوجود أكبر رواسب تعدين للذهب:
• أستراليا – 10,000,000 طن
• روسيا - 5,300,000 طن
• جنوب إفريقيا – 3,200,000 طن
• الولايات المتحدة الأمريكية – 3,000,000 طن
• إندونيسيا – 2,600,000 طن
هل يمكن إنشاء الذهب في المختبرات؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، دعونا نلقي نظرة على الخصائص الكيميائية لهذا العنصر:
• العدد الذري - 79
• الكثافة - 19.3 جم/ سم3
• نقطة الانصهار - 1062 درجة
• نقطة الغليان - 2000 درجة
• السالبية الكهربائية - 2.4 (حسب بولينج)
• الكتلة الذرية - 196.9655 جم/مول-1
بذل العلماء المعاصرون جهدًا دؤوبًا في إنتاج الذهب بشكل مستقل لكنهم لم ينجحوا في ذلك، لأنه يتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة بحيث يستحيل تكوين هذا المعدن في المختبر باستخدام أي معادلات كيميائية. وفي النهاية، لا يمكن لأي تفاعل كيميائي تعديل العدد الذري للذرة.
حقيقة ممتعة.
هل تعلمون أن الذهب له فوائد مذهلة على صحة الإنسان؟ نعم، لقد قرأتم العبارة بشكل صحيح. ففي حال أخفقت جميع الأدوية الأخرى في توفير الراحة للمصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن يساعدهم الذهب في علاج هذا المرض.
يتم استخدام هذا المعدن بشكل واسع النطاق، لدرجة أنه لا يستخدم فقط في مجال الطب فحسب، ولكن أيضًا في تصنيع خواتم الخطوبة والزفاف وجوائز التكريم والمجوهرات وأغراض الزينة.