توجد في العالم العشرات من مناجم الذهب، وهنا نذكر "مبونينج" أعمق منجم ذهب في العالم، والموجود في جنوب إفريقيا، كما أن نحو 50% من الذهب الذي تم استخراجه من العالم كان من هذا المنجم.
يمتد المنجم على بعد ميلين ونصف من سطح الأرض، مما يجعله أعمق حفرة من صنع الإنسان في العالم، يبلع عمقه 2.5 ميل.
واصل عمال المناجم الحفر لعمق أكبر من خلال تشييد مصعد وأنفاق للوصول إلى رواسب الذهب، ويقطع نحو 4000 عامل يوميًا الرحلة نحو قاع المنجم عبر المصعد الذي يعد أطول مصعد في العالم، والذي تبلغ سرعته القصوى 40 ميلاً في الساعة، ليستخرجوا الذهب من خام بدرجات تزيد على 8 غرامات لكل طن، مما يجعله الأكثر ربحية في العالم.
يمكن تخيل الظروف القاسية التي يعمل بها العمال، من خطر الزلازل والعصابات المسلحة غير المشروعة، فضلًا عن أن درجة حرارة الجدران الصخرية في منجم "مبونينغ" قد تصل إلى 140 درجة فهرنهايت، وتتجاوز مستويات الرطوبة 95%.
ومن أجل الحفاظ على درجة حرارة باردة يستخدم المنجم نظام تبريد جديد، فيتم ضخ أكثر من 6 آلاف طن من الطين الجليدي في خزانات تحت الأرض، وتساعد المراوح العملاقة على سريان الهواء، ويقوم العمال يوميًا بتفجير2268 كيلوجراما من المتفجرات في المنجم، وحفر 6400 طن من الصخور.
وبسبب انخفاض إنتاج الذهب في المنجم سنويًا، يلجأ عمال المنجم إلى الحفر أعمق سعيًا للحصول على الذهب، ومن المتوقع أن يضطروا قريبًا للحفر أعمق بهدف الوصول إلى شعاب الذهب المجاورة، والتي يُمكن أن تطيل عمر المنجم إلى عام 2040.
الذهب كان وما زال من أكثر المعادن قيمة في العالم، فمع تأثيره على مصير الدول والاقتصاد العالمي ارتبط اسمه بالقوة والثراء، وليس واضحًا ما إذا سيظهر معدن آخر لينهي صيته في المستقبل أم لا، ولكنه إلى الآن المهيمن الأبرز.