2024-12-27 - الجمعة
مجلس الأمن يناقش الوضع في سوريا nayrouz الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان ويطالب الموجودين داخله بالخروج nayrouz شهادة "سوري" أفلت من الإعدام.... تفاصيل nayrouz أميركا.. قواعد جديدة لاختبار مستحضرات التجميل nayrouz وزير الدفاع السعودي يبحث مع قائد الجيش اللبناني مستجدات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة بشأنها nayrouz الدكتور نبيل أبو شعبان ... عميد أكاديمي مميز ومحبوب nayrouz ولاية نيويورك تغرم شركات الوقود الأحفوري 75 مليار دولار nayrouz المسلوق أم المخفوق.. أي البيض أفضل لصحتك؟ nayrouz زلزال بقوة 5.7 درجات يضرب جزيرة هونشو اليابانية nayrouz تعرف على السن المستحبة في يوم الجمعة nayrouz كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن بدءا من اليوم nayrouz وزارة الأوقاف تدعو إلى أداء صلاة الاستسقاء اليوم nayrouz السودان : رئيس مجلس السيادة يعزي رئيس جمهورية أذربيجان في ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة27-12-2024 nayrouz رسالة ما جستير للباحثة رغدة طايل النجار ...مبارك وعقبال شهادة الدكتوراه. nayrouz الشاب اسعد حسن الشطي في ذمة الله nayrouz الجيش اللبناني يعلن التأهب بعد توغل دبابات إسرائيلية بالجنوب nayrouz الشلبي رئيسا لنادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية nayrouz “العمل” اندفاعه لا بد ان تكون محسوبة .. مطاردة العمالة الوافدة بدون بدائل يضر بالاقتصاد!! nayrouz تسجيل 4 وفيات بين الأطفال حديثي الولادة بسبب البرد في قطاع غزة nayrouz
وفيات الأردن اليوم الجمعة27-12-2024 nayrouz الشاب اسعد حسن الشطي في ذمة الله nayrouz المقدم م خلدون محمد الفاعوري في ذمه الله nayrouz وفاة أمام ومؤذن مسجد بشرى الكبير الحاج عبدالله علي جرادات nayrouz وفاة صباح ابنة الفنان الاردني عبده موسى " nayrouz وفاة الطالب قصي سليمان عواد ابو غنيم اثر حادث مؤسف على طريق الموقر nayrouz وفاة الفاضلة باسمة صدقي منيب شموط "أم بديع" nayrouz سعود خليف سالم البركات الشوابكة في ذمة الله nayrouz وفاة والدة المحافظ السابق حسن باشا القيام nayrouz وفاة المصري يوسف ندا مؤسس إمبراطورية 'الإخوان المسلمين' المالية nayrouz وفاة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الأسبق سالم مساعدة nayrouz وفاة الشاب رامي محمد الجبور اثر حادث طعن nayrouz وفاة بحادث على الصحراوي وضبط سائق غير مرخص nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 26-12-2024 nayrouz صلاح خلف الحنيطي " ابو محمد " في ذمة الله nayrouz وفيات الأربعاء 25 / 12 / 2024 nayrouz الحاج جمال خليفه العبد الله الزعبي "ابو محمد" في ذمة الله nayrouz الخطاطبة ينعى وفاة غسان التلهوني nayrouz وفاة المربية فاطمه عقله دلمه المطني "ارمله المرحوم ضيف الله فرحان العدينان" nayrouz العقيد المتقاعد خالد محمود هياجنــــــــة "ابو جعفر" في ذمة الله nayrouz

معاني في "الهجرة النبوية" بين أسبابها ودوافعها ومقدماتها وبين ثمارها ونتائجها

{clean_title}
نيروز الإخبارية :


د. ضرار بركات

   الحمدُ لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتمُ التسليم على المبعوثِ رحمةً للعالمين، سيدنا محمد وعلى آلهِ، وصحبه أجمعين، وعنا معهم جميعاً يا رب العالمين، وبعد:
    فبينَ عام يغادر وبداية عام (1445هـ) هجري جديد، يأتي هذا المقال؛ لنستذكر بعضاً من أهم المعاني العظيمة(للهجرة النبوية) بين أسبابها، ودوافعها، ومقدماتها، وبين أهم ما نستخلصهُ لا حصراً، من نتائج، وفق منهج التربية الإسلامية، بخصائصها الشاملة، وأساليبها المتوازنة، والموازنة بين الأمور بواقعية، بأسلوب استثمار الحدث؛ مما له دور كبير وتأثير على السلوك والأخلاق، والأداء الفاعل الايجابي، للفرد والمجتمع.. ويأتي هذا المقال ضمن أقسام:
القسم الأول: أسباب، ودوافع، ومقدمات الهجرة النبوية:
   إنَّ للهجرة أسباب، ودوافع، ومقدمات للهجرة؛ دفعت النبي() إلى أن يترك بلدهُ، وموطنهِ، ومجتمعه، مع أنها أحبُ البقاع إلى قلبهِ() إلا أنهم أخرجوه منها، وهكذا وصولاً إلى المدينة، وكتابة وثيقة المدينة، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وحماية المسلمين، وبناء المدينة؛ أخذاً بالأسباب: بالعمل المثمر إلى جانب التوكل على الله –جل وعلا- لتكون المدينة، نواة (الدولة الإسلامية) بكل رصانة وإتقانٍ، لها مناعتها الفكرية والدينية، والاجتماعية، والعسكرية، والدبلوماسية على المستوى المحلي والدولي، ولتكوين ثقافتها وحضارتها الإسلامية (الإنسانية والإبداعية).. ويأتي تقريره فيما يلي:
أولا: أسباب الهجرة:
    من أسباب الهجرة النبوية دفاعاً عن النفس وحمايتها، من القتل والتعذيب والصد عن الدعوة،  ولا يكون ذلك إلا بعد الصبر والتحمل؛ إذ أنَّ: الرسل هاجروا، وما هاجروا إلا بعد أن أوذوا وصبروا، ولم يبق من طاقة الإنسان كبشر أن يتحمل؛ لأن الإنسان مهما كانَ سيؤذى وربما يتحمل لكن إلى متى؟! فكانت الهجرة النبوية، بل وكانت الدوافع مُلحة.
ثانياً: دوافع الهجرة: اشتداد أذى كفار قريش على النبي() وعلى أصاحبه، بالقتل، وبشتى ألوان وأنواع التعذيب، بالضرب والقمع والحبس، كقتل وتعذيب آل ياسر، وتعذيب بلال، وضرب أبي بكرٍ وغيرهم -رضي الله عنهم- فضلاً عن التآمر بالليل والنهار على صد الدعوة داخل مكة وخارجها، وفيما يلي دافعين مهمين للهجرة النبوية، هما: 
حصار قريش للمسلمين:
    إنَّ الشدةَ التي وجدت في مكة لم يسبق لها نظير في العالم، فقد تآمرت قريش على بني هاشم، خاصةً ليقاطعوهم، وكتبوا الصحيفة الظالمة في خيف بني كنانة، وفيها: (لا نزوجهم ولا نتزوج منهم، ولا نبيعهم ولا نبتاع منهم). فكانَ حصاراً اقتصادياً، واجتماعياً وصحياً ونفسياً، حتى انحصروا في الشعب، بل ووصل ببعضهم أن يأكل ورق الشجر!. فكانَ الحصارُ من أشد ما كانَ على المسلمين.. وهو أيضاً من أشد ما يقع على الناس، سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو أُمماً؛ لأنَّ الإنسان، مدني بطبعهِ! وقانون الحياة مبناهُ على المعاوضة، والاختلاط بالناس، وقضاء الحوائج.
     فهل هناك مضارة وأذى أكثرَ من هذا؟! ولما أراد الله إظهار معجزة لرسوله، جاء الرسول () إلى عمه أبو طالب، وقال: (يا عم! إن الصحيفة التي كتبوها سلط الله عليها الأرضة!).. وفي بعض الروايات: (فأكلتها إلا لفظ الجلالة) لأن الصحيفة ظالمة، ولا ينبغي أن يكون لفظ الجلالة في صحيفة ظالمة، ولفظ الجلالة محترم، ولا تسلط عليه الأرضة وهي: حشرة دون النمل الأبيض كما يقولون، فأكلت الصحيفة، وميزت بين لفظ الجلالة وبين غيره، سواء أكلته أو تركته!.. فجاء أبو طالب إلى سادات قريش وقال لهم: الآن أفصل بينكم وبين محمد: لقد أخبرني محمد عن الصحيفة بكذا، فافتحوا الكعبة وانظروا فيها الصحيفة فإن كان صادقاً فعليكم أن ترجعوا عن المقاطعة؛ لتكون معجزةٌ، فينفك الحصار؛ لكن بعد أن ما لقيّ () والمسلمين أشد أنواع البلاء والعذاب. وإضافةً إلى الشدة المتقدمة، لبدأ عامُ الحزنِ، السنة العاشرة للبعثة، بوفاة عم النبي عليه الصلاةُ والسلام، ووفاة السيدة خديجة رضي الله عنها.
التآمر على قتل النبي عليه الصلاة والسلام:
     اتفقَ صناديدُ قريش بخطةٍ شيطانية، بأن ينتدبوا عشرة شباب من عشرة قبائل، فيقفونَ على باب بيته()، فإذا خرج ضربوه ضربة رجلٍ واحد، فيتفرق دمهُ في القبائل، ولا تستطيع بنو هاشم أن تقاتل القبائل كلها، فإذا تفرق دمهُ في القبائل فسيقولون: نريد دم ولدنا، فتقولون: نحن كلنا قتلناه، فيتركون طلب القصاص، ويرضون بالدية، والدية دية واحدة، قالوا: هذا هو الرأي. قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾(30: الأنفال). يثبتوك أي: يحبسوك، ويقتلوك، فكانت النتيجة: أنَّ رب العزة لم يتخل عن رسوله، وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ (67: المائدة). فجاء جبريل إلى الرسول () فقال له: "لا تبت في فراشك الليلة". فخرجَ () من تحت ظلال تلك السيوف، وكان العشرة قد ألقى الله عليهم النعاس، وهم واقفين مستندين على الجدران، والسيوف في أيديهم، فمرَ من أمامهم ولم يرهُ أحد منهم، وأخذ التراب() وجعلهُ على رءوسهم؛ اعتزازاً بدين الله، وبتأييد الله له وهو يقرأ قوله تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾(9: يسن). فكانَ إيذاء المشركين وتآمرهم المستمر، على النبي() وعلى أصحابه دافع مُلح جداً، جعلهم يهاجرون.
وبالتالي لم تكن الهجرة هروباً بدون موجب! ولا خروجاً بدون صبر! بل تحملوا وصبروا إلى أقصى ما يمكن، ثم إن الهجرة من سنن الأنبياء، وعرفنا أن الهجرة سببها الإيذاء، وإذا كان المسلم يعيش في جو إيذاء وإرهاب فهل يستطيع أن يؤدي عبادة الله؟ لا يقدر، إذاً: عليه أن يطلب موطناً آخر يُمكن أن يؤدي فيه حق الله بطمأنينة، ولكي تكون كلمة الله هي العليا، كانت الهجرة النبوية.
ثالثاً: مقدمات الهجرة، فكما أنَّ هناك أسباب ودوافع للهجرة النبوية فإنَّ لها مقدمات، كمثل:
1- بيعةِ العقبة الأولى(12) للبعثة، وكانت على أن إلا يعبدوا إلا الله ولا يشركوا به شيئا، وعلى طاعته وعدم معصيته.. وأما الثانية(13) للبعثة، فكانت على طاعة الله تعالى وعبادته، وعلى السمع والطاعة لرسوله، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى النصرة والمنعة له وللمهاجرين، إذا ما قدموا إليهم إلى يثرب، فكانت هذه من المقدمات الفعلية؛ لأنَّ النبي () كانَ في موسم الحج يأتي القبائل في منازلها، وكانت منى والمزدلفة وعرفة وغيرها، أسواقاً من أسواق العرب، وكان مما سمعوا كلامه وآمنوا برسالته، نفرٌ من (أهل يثرب) في السنتين (12-13) للبعثة، وهكذا كانت الهجرة النبوية بعد هذا؛ لبدأ الانتقال النوعي للدعوة الإسلامية في المدينة المنورة، التي كانت تسمى: (يثرب)، ليبدأ التاريخ الإسلامي بهجرته عليه الصلاة والسلام، مكوناً: حضارة وثقافة عالمية، نواتها: (المدينة المنورة) لتكون مهداً وانطلاقاً؛ لعبادة الله تعالى وتوحيده، ولتكون كلمة الله هي العليا= بحصولِ (الأمن والإيمان- والسلامة والإسلام). 
2-حادثة الإسراء والمعراج، قبل الهجرة بسنة وأشهر، وإسلام "عداس" النصراني: وهي من المقدمات، التي كانَ لها دورٌ كبير من التأييد، والطمأنينة، وزيادة الإيمان واليقين على ما هو عليه الصلاةُ والسلام. فكانت حادثة "الإسراء والمعراج" وإسلام "عداس" تسريةً على قلب النبي ()؛ نتيجة ما لقيهُ من الطائف؛ وجبراً لخاطره المكسور، فقد كانَ يأمل أن يؤمنَ أهلُ الطائف بدعوته؛ ولأنَّ كل ما أصابهُ كانَ في سبيل الله تعالى، ولكن العكس حصل، صدٌ، وتعذيب، وشتم. 
القسم الثاني: الهجرة النبوية تمثل الجانب العملي لرصانة الثوابت، بعلو الهمم، وعدالة الإسلام وسماحته. 
    إن الهجرة النبوية تمثل الجانب العملي والمنهجي لرصانة الثوابت، وشحن الهمم والطاقات والقدرات، نحو العمل والعطاء المستمر؛ باستدامة التقدم، والتنمية، والعاقبة الحسنة، واستعادة للروح المعنوية؛ بجبر الخواطر، بنظرة متفائلة، واستشرافية للرؤى والتطلعات المستقبلية؛ فعندما ترك النبي () بلدهُ (مكة) وترك بيته، وأهله، مهاجراً؛ مُستعداً لهذه اللحظة الحاسمة التاريخية؛ ليعز فيها دعوته للإسلام، وبناء المجتمع والدولة الآمنة المستقرة؛ انطلاقاً مهمته() التبليغ ونشر دعوة التوحيد واللذان لا يتحققان إلا بتحقق الأمن والاستقرار، فكانت الهجرة إلى المدينة بالرفعة، والكرامة، والمنزلة العظيمة، لينتهي فيما بعد بالنصر والتمكين؛ لفتح مكة، ودخولها سلماً، وقوله() لأهالها "اذهبوا فانتم الطلقاء"  وقبلهُ كانَ التقدم والانجاز ببناء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ودخول كثير من الناس بالإسلام، وهذا من أكبر الشواهد على عدل وسماحة رسالة الإسلام الخالدة، وعلى عدل وسماحة النبي() الرحمة المهداة من الله -عز وجل- للعالمين؛ قال تعالى:﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(107:الأنبياء). وهو على غير من انتهجهُ الحكام والسلاطين والملوك فيما إذا دخلوا البلاد عنوة! قهروا أهلها وأبادوا شعبها وافسدوا زرعها؛ قال تعالى: على لسان بلقيس ملكة سبأ: ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ (34: النمل).
القسم الثالث: بعضاً من معاني الهجرة النبوية في رسم اللحظة الأولى للتاريخ الإسلامي ولثقافته وحضارته الإنسانية، وهي: 
أولاً: إنَّ في الهجرة معاني كثيرة يصعب حصرها؛ لأنها تُمثل اللحظة الحاسمة والتاريخية للإسلام والمسلمين بجميع مستويات الحياة الدينية، والأسرية، والاجتماعية، والنفسية، والاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، بحضارتها وثقافتها الإنسانية، والإبداعية،
 لنجد فوائد مهمة، منها:
أنَّ التوكلَ على الله -عز وجل- بالعمل والأخذ بالأسباب هو سبب وسر توفيق الله عز وجل لعباده. 
أنًّ العملَ والأخذ بالأسباب أمران واجبان على كل مسلم ومسئول عنهما.
أنَّ العملَ بثقة والأخذ بالأسباب مهمان دائماً؛ لرفع المعنويات لدى الفرد والمجتمع وسببٌ في زيادة الطاقات، والقدرات وشحن الهمم، بكل ثقةٍ واتزان وتكامل.   
ثـانـياً: أهمية ودور الهجرة النبوية في تحقيق ذلك، والتي هي جزءٌ مهمٌ من السيرة والسنة النبوية؛ فهما يمثلان الجانب العملي والتطبيقي، لحياة المسلمين؛ ومنهج حياة مُتكامل للمسلم وأساسهُ، كما يلي:
أنَّ دعوة النبي() للإسلام المتصف بالكمال، هو ما ارتضاه الله تعالى لعباده؛ ليكونَ قانوناً للحياة ودستورها بقيمه، ومبادئه، وأحكامه وتشريعاته؛ قال تعالى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾(3:المائدة).
أنَّ النبي() قدوة لأصحابه وللمسلمين جميعاً، فلقد كانَ مبلغاً ومبشراً ومربياً ومعلماً، لأصول الدين الإسلامي، العقدية، والأحكام الشرعية، والأخلاق التربوية، والاجتماعية العظيمة؛ التي تهذب وتضبط السلوك والتصرفات، بل ويستشعر الإنسان الهدف من وجوده، وهذا هو أثر التمسك والعمل بكافة خصائص وأساليب التربية الإسلامية، والحث عليها.
أن النبي() على الرغم من نصرته وحفظ الله عز وجل-له إلا أنهُ أخذ بالأسباب، وهو السبب الرئيسي لتوفيق الله -عز وجل- للعباد؛ لأنَّ جوهرهُ ومضمونهُ، هو (حُسن الإيمان، والتوكل على الله تعالى) والإنابة إليه والتفويض إليه، والرجوع والتوبة إليه -جل وعلا- وهذا من أعلى درجات الثقة، والمحبة، والطاعة التي يلتزم بها العبدُ إلى ربه –جل وعلا-فهو من الدروس المستفادة من حلم النبي() واناءته في الهجرة، وأنهُ لم يهاجر إلا بعد أن أذنَ له الله تعالى له بالهجرة، وبعد أن أمنَ أصحابه بالخروج قبلهُ؛ بحيث لا ينتبه كفار قريش لخروج المسلمين سراً؛ من طريق تأثر السوق بالقوة الشرائية، أو نقص بالوجود السكاني؛ فليفت انتباههم. 
 الصحبة الصادقة: كمرافقه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- للنبي () وكذلك الإصرار على فداء علي رضي الله عنه للنبي() عندما نام بفراشه، وكان النبي () قد خرج ومرَ من بين كفار قريش وكانوا متربصين لقتله، لكن عنايةِ الله فوق كل عناية؛ فما رأوهُ. 
 الإصرار على الأخذ بالأسباب على الرغم من أنَّ النبي() جهز له صاحبه أبو بكر من الركوبة والزاد والمتاع للهجرة، والدلالة الذي يدل لهم على الطريق ومن يكشف لهم أخبار قريش، فهو إصرار تضحية وفداء وحق؛ لكي تكون كلمة الله هي العليا.
بالمقابل إصرار صناديد قريش الذين جعلوا لمن يقتل محمداً أو يأتي به حياً له مئة ناقة! = إصرار على الكبر والأنفة والباطل ما كان إلا زهوقا.
وأخيراً تظهر لنا أهمية دراسة السيرة النبوية لأنها تربية إسلامية كاملة، بمراحل تطورها، وأثرها العظيم، حَيثُ بدأت منذ مجيء دعوة النبي() لرسالة الإسلام، ومنها "الهجرة النبوية"، التي تُعلمنا الحلم والصبر والعزم بالأمور، والتي تهذب وتضبط السلوك والتصرفات، وتجعل من الإنسان سليم الباعث بفكرهِ، ومنهجهِ، عوناً لنفسه، ولغيره، سُلوكياً وخدمياً، وتقديم كل أنواع المنفعة، ودفع كل أنواع المفسدة والضرر عنه، وعن غيره..  والله الموفق لا رب غيره.
المراجع والملاحظات، 
ما تقدم من كلام، هو مستوحى جملةً من كتب السيرة النبوية وغيرها، ومنها: 
(المباركفوري، صفي الرحمن، روضة الأنوار في سيرة النبي المختار، طبعة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، المملكة العربية السعودية، الرياض، ط1، 1424هــ).
(مقال: بركات، ضرار، جانب من المعاني التربوية للهجرة النبوية بين الأخذ بالأسباب وبث الروح المعنوية، وكالة "عمون" الإخبارية،19/7/2023م، على: www.ammonnews.net/article).
(سالم، عطية بن محمد (ت: 1420هـ)، دروس الهجرة، مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، ص11-20، الموسوعة الشاملة، وعلى موقع: http://www.islamweb.net).
(مقال: إسلام ويب: رفع المعنويات في السنة النبوية، على: www.islamweb.net/ar/article).
 (السيد، عاطف، التربية الإسلامية:أصولها، ومنهجها، ومعلمها، حقوق الطبع محفوظة للمؤلف،1998م، م. الشاملة).
                                           
كتبهُ، د. ضرار بركات
محاضر غير متفرغ/ ج. جدارا  / وعضو الاتحاد الأكاديميين والعلماء العرب
ويعمل لدى وزارة التربية والتعليم/ المملكة الأردنية الهاشمية/ Drarbrkat03@gmail.com