نحب الشوكولاتة، ولهذا عندما نبدأ في التهام قطعة، لا نملك خيار التوقف حتى الانتهاء منها، فما الذي تفعله الشوكولاته بنا حتى تعلقنا بها؟ وما السر وراء السعادة التي تنتابنا عند تناول قطعة من الشوكولاته؟!
مما تصنع الشوكولاته؟
تُصنع الشوكولاتة من حبوب الكاكاو التي تزرع وتستهلك في الأمريكتين منذ آلاف السنين، وللحصول على حبوب الكاكاو يتطلب الأمر كسر القشرة السميكة لبذرة الكاكاو من أجل الوصول إلى اللب الذي يكون له عادة مذاق استوائي قوي.
ثم ينتزع اللب والبذور من حبوب الكاكاو، قبل دخولها في عملية تخمير تستمر بضعة أيام، يعقبها التجفيف والتحميص.
ويضفي تضافر هذه العمليات، وما تجلبه من نكهة خاصة، طابعا مميزا تعشقه عقولنا. وتعد النكهة الغنية التي تنبعث من الشوكولاتة والذكريات السعيدة المقترنة بفترة الطفولة جزءا من جاذبية الشوكولاتة.
وتتضمن الشوكولاتة عددا من المواد الكيميائية ذات التأثير النفسي. ومن ضمن التأثيرات المرتبطة بها الفرح والمتعة والهناء.
وتتميز الشوكولاتة أيضا بقوامها الدسم، ولهذا عندما تستخرجها من غلافها وتضعها في فمك بدون أن تمضغها، ستلاحظ أنها سريعة الذوبان، الأمر الذي يجعلك تشعر بإحساس متميز بالنعومة.
مواد معززة للسعادة موجودة في الشوكولاته
يشير موقع PhiScience لبحث تم إجراؤه في "The Center for Human Pharmacology” في جامعة "Swinburne University of Technology in Melbourne” في أستراليا، بهدف تحديد المواد الموجودة في الشوكولاته والمسؤولة عن تحسين المزاج.
ليجد الباحثون العديد من المواد المسؤولة عن الشعور بالسعادة عند تناول الشوكولاته، منها مادة التريبتوفان التي تساعد الدماغ على إفراز هرمون السيروتونين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن شعورنا بالسعادة والرضا. كذلك تحتوي الشوكولاته على مادة الفينيثيلامين، وهي مادة طبيعية تعمل كمضاد للإكتئاب، وتعمل على تحفيز مراكز السعادة في الدماغ.
إضافة لمادة الثيوبرومين التي تشبه الكافيين الموجود في الشاي والقهوة، وتحمل نفس التأثير في الدماغ لجهة اليقظة والنشاط.
من ناحية أخرى، هناك مادة Tetrahydro-â-carbolines التي تعمل بطريقة مختلفة عما تم ذكره سابقًا، كونها تثبط إنزيم يدعى أكسيداز أحادي الأمين (MAO)؛ وهو إنزيم يعمل على تحطيم النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة. وفي حال تناول الشوكولاته التي تحوي هذه المادة، فإن ذلك يقلل من عمل هذا الإنزيم بالتالي نشعر بالسعادة لفترة أطول.
يقوم الجسم وفي أوقات معينة، بإنتاج الإندورفين، وهي مواد طبيعية يفرزها الجسم لتخفيف الشعور الألم. ويتم أفراز هذه المادة أيضاً عند تناول الشوكولاته الداكنة تحديداً، والتي يحفز تناولها الدماغ على إنتاج الإندروفين. إضافة لدور هذا النوع من الشوكولاته في تخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية.
ولا ننسى السكر أحد مكونات الشوكولاته الأساسية، والذي يؤدي ارتباطه بمستقبلات التذوق إلى إرسال إشارات كيميائية إلى الدماغ تعزز الشعور بالسعادة وتساعد على إطلاق المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن الشعور بالمتعة مثل الدوبامين.