الحقد الحقدُ من أبشع الصفات التي من يمكنُ أن توجدَ في الإنسان، وهو يدلُّ على سوادِ القلوب وسوء النوايا، كما أنه يعبّر عن نفسيةٍ مريضةٍ، وهو من الأخلاق الذميمة التي نهى الإسلام عنها، كما دعانا الرسول عليه الصلاة والسلام للتخلّي عن الحقد، وحبّ الخير للآخرين؛ لما له من آثارٍ سلبيّةٍ على الفرد والمجتمع، فهو يزرعُ الكرهَ والبغضاء في القلوب، ويفرّق بين الأشخاص، ويتسبّبُ بحدوثِ الكثير من المشاكل في المجتمع، كما أنّه يسبّبُ نفورَ الناس من بعضهم البعض، وافتقارهم للأمان عند تعاملِهم معاً. حذّر الله سبحانه وتعالى من الإنسان الحقود؛ حيثُ نهى عن كلّ خُلقٍ سيء، والحقد من أسوأ الصفات، وقد وردت الكثيرُ من الآيات القرآنيّة التي تُحذّر من الإنسانِ الحقود، وتنهى عن التعاملِ معه.
صفات الإنسان الحقود يذكر عيوب الآخرين ولا يسترُها، ويحاول دائماً أن يشهّر بهم أو يفضحهم أمام الناس، ويتكلّم في أعراضهم. يتبلّى على غيره من الناس، ويتهمهم بأفعالٍ مشينةٍ لم يفعلوها، ويحاولُ أن يذكرَهم بالسوء ويُسيءُ إلى سمعتِهم. يشعر بالحزن عند ذكر مَن يحقد عليهم أمامه.
يتمنى الشر والفشل والسقوط لغيره، ولا يتمنى لهم الخير والنجاح أبداً.
يحزنُ لفرح الناس، ويفرح لحزنهم، ولا يشاركهم مشاعرهم أبداً.
نيّته غير سليمة. يتهرّب من تقديم المساعدة للناس، ويتذرع بالانشغال حتى لا يعاونهم.
يشعر بالغضب إن تولى غيره منصباً أفضل من منصبه. يدّعي الحبَّ والمثالية، وحُب الخير للآخرين رغم أنّه كاذب. ينتهز أيّ فرصةٍ لإيقاع الأذى بالآخرين، ويفرح لمرضهم وإصابتهم بالأذى.
يتعمد إحراج غيره، وإيقاعه في مواقف سخيفة، والتسبب بإضحاك الناس عليه.
يكثر من إلقاء الكلمات الجارحة على الناس. يتعمّد إغاظة الآخرين، وإثارة غضبهم.
يغارُ من نجاحِ الآخرين وتفوّقهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة غيرةً شديدة ومرضيّة.
ينافق على الناس، ويتظاهر بأنه يحبهم، في حين أنه يُبطن غير ما يُظهر. يفضحُ أسرار الآخرين، ويتكلم بها أمام الناس، ويخون الأمانة. يبرّر الأشياء دائماً بسوءِ الظن، ولا يحسنُ الظن بالآخرين أبداً، ويفترضُ سوء النوايا دائماً في غيره. يكره الناس، ولا يعرفُ معنى الحب أبداً، لذلك فإن علاقاتِه مع الآخرين قليلة ومحدودة، وهو شخص غير اجتماعيّ عموماً.
يتمنّى أن يرى غيره مهموماً ومغموماً ومكسوراً. ينسى المعروفَ الذي يقدمه الناس له، ولا يتذكر إلا الأخطاء والهفوات والمواقف السيئة ويُشهّر بها أمام الناس. يُعظّم أخطاء غيره، ويذكّرهم بها دائماً، ويصغّر أخطاء نفسه ويقلّل من إثمِها. يرمي بعيوبه على غيره، ويُسقط صفاتِه البشعة على الآخرين؛ لشعوره الدائم بالنقص.