بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة
* تابعت قبل أيام زيارة وفد من قيادة المستشفى الميداني الأردني نابلس /1 لمنزل الحاجة آمنة محمد نمر واكد والتي تبلغ من العمر 84 عاما، ردا للجميل وموقفها العظيم في حرب عام 1967 بمعالجة جنديين اردنيين من مرتبات جيشنا العربي الباسل وما لبثوا ان فارقوا الحياة ،حيث قامت بدفنهم واخفاء جثامينهم انذاك وبناء ضريحين بالقرب من منزلها.
* جاءت هذه الزيارة الإنسانية وبتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية حيث قام نشامى المستشفى الميداني الأردني الخاص في نابلس بترجمة الوفاء الهاشمي إلى أفعال وزاروا الحاجة آمنة محمد نمر واكد في منزلها وقدموا لها كل الرعاية الصحية ، تعبيرا عن موقفها النبيل الإنساني الذي كتبته باحرف من ذهب وهي تشاهد جنود جيشنا العربي يقاتلون على أسوار القدس والشيخ جراح واللطرون وباب الواد والسموع، هولاء الرجال الرجال هم من اسندوا أسوار الأرض باجسادهم وصدورهم ليكتبوا تاريخ الاردن بفوهات بنادقهم وهدير دباباتهم وازيز طائراتهم...لتستمر مسيرة العطاء والوفاء بعد مضي اكثر من 57 عاما على حرب عام 1967.
* المستشفى الميداني الأردني نابلس1 هو ضمن سلسلة من المستشفيات الميدانية الاردنية الموجودة في غزة وجنين ورام الله والتي جاءت بتوجيهات ملكية سامية لتقديم العودة والمساعدة للشعب الفلسطيني لتعزيز صموده على أرضه ، بالإضافة إلى قوافل الخير التي تسيرها الهيئة الخيرية الهاشمية إلى غزة ومدن الضفة الغربية ، كما هناك عمليات إنزال جوي للأدوية لدعم مستشفى غزة رغم العمليات العسكرية في غزة.
* وفي نهاية الزيارة تم تكريم الحاجة آمنة الكايد والاهتمام بحالتها الصحية والاجتماعية من قبل وفد المستشفى الميداني....وهذا هو ديدن نشامى جيشنا العربي الذين تخرجوا من مدرسة الهاشميين الذين لم يكونو يوما الا جامعين لا مفرقين ....وحدويين لا انفصاليين...قريبين من تفاصيل حياة أبنائهم....يوصلون الليل بالنهار لدعم الشعب الفلسطيني للوصول إلى دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
- ختاما اقول ان دور القوات المسلحة الاردنية تخطى حدود الوطن في مجال عمليات حفظ السلام وعمليات الغوث والانقاذ والمساعدة وبناء القدرات ونصرة الأشقاء فيد تحمل السلاح ويد تبني وتساعد وتنقذ الملهوف....
حمى الله الوطن وقيادته وجيشه العربي الذي هو أعز ما لنا واغلى ما فينا....