اختيرت المفرق لتكون مدينة الثقافة الأردنية لعام 2017 في إطار مشروع مدن الثقافة الأردنية الذي أطلقته وزارة الثقافة العام 2007، والذي يقضي باختيار مدينة أردنية للثقافة كل عام في مسعى لتعميم الثقافة على المحافظات، وتركيز المشاريع والأنشطة الثقافية فيها على مدار عام كامل. ويعدّ هذا المشروع الأولَ في المنطقة العربية، حيث يسعى إلى ضمان عدالة توزيع الثقافة على محافظات المملكة. وجاء اختيار المفرق مدينة الثقافة للعام 2017 لخصوصيتها وتفرُّدها وتمتعها بالعديد من المزايا والصفات التي تؤهلها لتحقيق أهداف (مدينة الثقافة الأردنية).
الموقع، المساحة والسكان
تقـع محافظة المفرق في الشمـال الشرقي من المملكة، ويحدها العـراق شرقا وسوريـا شمــالا والسعودية جنوبا ومن الشرق وتبلغ مساحتها (26552)كم2 وتشكل ما نسبته 29.6% من مجموع مساحة الممــلكة فهي ثاني محافظات المملكة بعد معان من حيث المساحة، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي(يبلغ عدد سكان المحافظة من الاردنيين( 314) ألف نسمة بنسبة 4.75 % من إجمالي سكان المملكة بالإضافة الى قرابة (235) الف نسمة من جنسيات اخرى (وفق آخر تعداد سكاني ) وذلك لتأثر المفرق باللجوء السوري والاحداث الاخيرة في المنطقة العربية .
وتشكل منطقة البادية الشمالية الغالبية العظمى منها، وقد اكتسبت المفرق أهميتها الاستراتيجية لوقوعها على مفترق الطـرق الدولية ،حيث تربط الممــلكة مع الجمهورية العراقية من خلال مركــز حدود الكرامـة والذي يبعد عن مركز المحافـظة 285 كم بالإضافة إلى وجود مركز حدود جابر الذي يربط المملكة مع الجمهورية السورية.
التقسيم الإداري
تتكون من 4 ألوية هي(لواء قصبة المفرق يتبعه أقضية بلعما/المنشية/رحاب ولواء البادية الشمالية يتبعه أقضية صبحا/أم القطين/دير الكهف/أم الجمال ولواء البادية الشمالية الغربية يتبعه الخالدية/سما السرحان/حوشا ولواء الرويشد.
تاريخ المحافظة وحاضرها
يمتد تاريخ المفرق عبر العصور التاريخية حيث تحتضن المحافظة الكهوف البركانية التي تعتبر ثروة بيئية وسياحية حيث وجد العلماء والباحثين في تلك الكهوف هياكل وجماجم بشريه من قبل الإنسان القديم، كما عُثر على قطع صوانية وفخارية من العصر الحجري الحديث (400-800) قبل الميلاد؛ الأمر الذي يعكس قدم الاستيطان البشري في المنطقة. ويرى الزائر للمحافظة متحفاً يضم في جنباته تراكمات الحضارة الإنسانية وهي متحف يدلل على مكانة الفن ورحلة التفاؤل الإنساني الدؤوب عبر الزمن.
المفرق "عروس الصحراء" مدينة أردنية غنية بالموارد الطبيعية والأثرية وسط صحراء مترامية الأطراف، وكانت محطة للقوافل ونقطة ارتباط مع سائر أرجاء المنطقة منذ العصور القديمة، وكان يطلق عليها "الفدين" وهي تصغير "الفدن" أي القصر المُشيد، حيث ما زالت آثار القصر باقية لحاضرنا الذي نعيشه وسميت لاحقا "بالمفرق" لوقعها على مفترق الطرق الدولية، وهي غنية بمواقع أثرية عديدة من أبرزها أم الجمال الغنية بالأوابد والكنائس، وسما السرحان وبرقع والخربة السمراء، وكنائس أم القطين التي تحتضن 4 كنائس تاريخية، كما تحتضن أقدم كنيسة في العالم في مدينة رحاب الأثرية ذات الكنائس العديدة، وقد أهلها موقعها لتكون مركزا لخدمات النقل الإقليمية البرية، وترتبط المفرق مع محافظات المملكة والدول العربية المجاورة بشبكه من الطرق الرئيسية التي تعتبر عنصرا مهما لحركه الأفراد والخدمات والمنتجات والترانزيت في كل الاتجاهات. وقد سكنها عشرات العوائل الأردنية والعربية على مر التاريخ لتحول المحافظة إلى حاضنه للعشائر الأردنية والعوائل العربية كالمغاربة، ومع اكتشاف النفط في العراق ازدهرت المفرق على حافة أنبوب شركة النفط العراقية-الأردنية الممتد من حقول حديثه غرب بغداد إلى ميناء حيفا الفلسطيني، وتحتضن واحتين وسط الصحراء، ومحطتين على طريق القوافل والتجارة منذ فجر التاريخ. وفي زمن الازدهار والتطور استقرت في المدينة عشرات العائلات من إرجاء المملكة بحثا عن الرزق والعيش الكريم.
وتعتبر اليوم المصدر الرئيسي للغاز الطبيعي الذي تم استغلاله لغايات توليد الطاقة الكهربائية حيث تم اكتشاف هذا الغاز مؤخرا بمنطقه الاثني القريب من حدود الكرامة، ومناخها صحراوي جاف، ومعدل هطول الأمطار السنوي لا يزيد عن (ملم200) ومن أهم الأحواض المائية الرئيسة (حوض الضليل/ العاقب/ سما السرحان) وتعتبر واحدة من أهم مراكز الإنتاج الزراعي في الأردن، حيث يوجد فيها ما نسبته حوالي 20% من الأراضي الكلية القابلة للزراعة، وتغطي الزراعة المروية فيها الجزء الأكبر من احتياجات المملكة من الخضار الصيفية والفاكهة، بالإضافة إلى المنتجات الحيوانية من اللحوم الحمراء والبيضاء ومنتجات الألبان، حيث يوجد فيها أعلى نسبة للإنتاج ومزارع الدواجن، وتحتل المرتبة الثانية في عدد الآبار كما أنها سلة الغذاء الثانية للأردن، ومنها تصدر أنواع الفواكة ومختلف المنتجات الزراعية إلى مختلف دول العالم.