تحدث الدكتورعادل سلطان استشارى طب الأعصاب و الصحة النفسية بقصر العينى المصري قائلاً: أن غاز الفوسفور الأبيض يدمر الأعصاب في دقائق فهو غاية فى الخطورة مؤكدا أنه قاتل، فهو عبارة عن غاز شديد النفاذية، يخترق التنفس والجلد بسرعة كبيرة، وخلال دقائق يكون قد تمم مهمته على أكمل وجه.
وأوضح "سلطان" أن لهذا الغاز تأثيرات بسيطة خادعة في الدقائق الأولى من استنشاقه مثل الهرش في الأنف، العرق الزائد، الاضطراب العام، الشعور باضطراب في العينين وتشوش الرؤية، والكحة المستمرة، آلام بالرأس، والقىء، وبمجرد ما يتعرض المريض لهذة العلامات ويحاول التخلص منها تبداء أعرض أكثر شراسة وهي ضيق شديد في التنفس، يعقبه توقف القدرة على الحركة تدريجيا "شلل تدريجي" ومصحوبا بإعياء وشلل شديد للأطراف ومناطق الجسم، نتيجة نفاذه السريع لجهازك التنفسى، فهو مخترق "ماهر"، ثم نصل إلى الجولة النهائية بتأثيره بشكل مباشر على ضربات القلب، محدثا غيبوبة، ثم "الموت المحقق" في جولة سريعة لم يستطع الجسم الصمود أمام مداهمتها لدقائق معدودة.
وقال أن هذه التأثيرات المتتالية والخطيرة، والمسببه فى الوفاه سريعاً، تحدث نتيجة التعرض المباشر القريب من الغاز، وبجرعات عالية "نسبيا"، أما من يحالفه الحظ ولا يتعرض لنسب عالية منه، فتكون الخطورة أقل وطأة، بحيث يظهر عليه علامات أقل حدة، منها ضعف الأعصاب الحاد، واضطراب الحركة.
أما عن من يحالفه الحظ ولا يباغته "الموت" نتيجة تعرضه لغاز الأعصاب، فيؤكد "سلطان" عدم خلوه من المخاطر الأخرى، بل أنه قد يصاب باضطراب الشخصية والسلوكيات واضطرابات عصبية حادة، بحيث قد تصيبه "الهيستيريا" وأعراضها والهلوسة، واضطرابات بالتفكير والتصرف، وعدم اتزان تام، ويمكن إسعاف المتعرض له بحقن خاصة بضبط عمل العضلات، ولكن هذا ما يستحيل توفره في حالات الحرب والإبادة دون شك.