أثار بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، يُحمِّل واشنطن مسؤولية "نسف" مفاوضات الإفراج عن الرهائن، حالة من الغضب داخل أروقة البيت الأبيض، حسبما أفاد موقع "واللا" الإخباري العبري.
وربط بيان مكتب نتنياهو بين "نسف" المفاوضات وبين امتناع الولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس الاثنين، عن استخدام حق "الفيتو"؛ لصد قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار قبل نهاية شهر رمضان المُبارك.
ونقل الموقع عن مصادر أمريكية رسمية، من دون أن يكشف هويتها، أن ما صدر عن مكتب نتنياهو "غير منطقي"، وأن واشنطن "لا تلعب بالسياسة في قضية بغاية الصعوبة والحساسية"، في إشارة إلى ملف الأسرى الإسرائيليين.
وتنضم تلك الأزمة إلى أزمات أخرى متلاحقة، بلغت ذروتها برد الفعل الإسرائيلي عقب امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض، فقد ألغى نتنياهو زيارة مهمة للغاية لوفد إسرائيلي كان يعتزم السفر إلى واشنطن لمناقشة عملية رفح وبدائلها.
وذكر الموقع أن الإدارة الأمريكية عملت جاهدة في الأيام الأخيرة مع الوسيطين المصري والقطري؛ من أجل إحراز تقدم على صعيد المفاوضات، لا سيما أن واشنطن بنت سياستها على أساس أن الصفقة في حد ذاتها هي السبيل الوحيد للوصول إلى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع على الأقل.
ولفت إلى أن الأزمة حاليًا لم تعد تقتصر على تباين شروط إسرائيل وحماس خلال المفاوضات، ولكنها أصبحت أزمة بين واشنطن وتل أبيب، وبالتحديد بين البيت الأبيض وبين مكتب نتنياهو.
في حين قال مكتب نتنياهو، في بيانه المثير للجدل، إن قرار مجلس الأمن، الذي مرَّ من دون "فيتو" أمريكي "لم يربط بين وقف إطلاق النار وبين إطلاق سراح الأسرى".
وحمَّل الإدارة الأمريكية المسؤولية عن تمرير القرار؛ كونها امتنعت عن استخدام حق النقض، وفسَّر ذلك على أنه "تحوُّل إلى الأسوأ في موقف الإدارة الأمريكية".
وأبلغت المصادر الموقع العبري أن البيت الأبيض "يرفض تلك المزاعم ويؤكد أن قرار مجلس الأمن لا يحمل وضعية قانونية ملزمة، وأن موقف واشنطن يبقى كما هو، حيث أن وقف إطلاق النار لن يتحقق سوى ضمن صفقة أسرى".
وجاء بيان مكتب نتنياهو بعد وقت قصير للغاية من أوامر أصدرها رئيس الموساد، دافيد برنياع، للوفد الإسرائيلي التفاوضي في العاصمة القطرية الدوحة بالعودة؛ بزعم تعنت حماس في شروطها.
إلا أن مكتب نتنياهو رأى في بيانه أن كل ذلك بسبب الموقف الأمريكي من قرار مجلس الأمن الذي "نسف المفاوضات".
وذكر مصدر أمريكي للموقع أن بيان مكتب نتنياهو "مرفوض"، و"غير دقيق"، مبينًا أن "المزاعم الإسرائيلية بُنِيت على تقارير إعلامية بشأن رد حماس، وليس على الصيغة الحقيقية التي عرضتها الحركة".
ورأى المصدر أن طريقة تعاطي مكتب نتنياهو "غير منطقية، لا سيما مع ما يعانيه الأسرى وعائلاتهم".