تصاعدت التوترات بين الهند والولايات المتحدة بعد اعتقال زعيم المعارضة في نيودلهي، أرفيند كيجريوال، الأسبوع الماضي، إثر تهم تتعلق بالفساد.
وبينما أعرب المسؤولون الأمريكيون والألمان عن مخاوفهم بشأن سيادة القانون في الهند، ردت نيودلهي بشدة، ما يشير إلى تحول في نهجها الدبلوماسي في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
ومددت محكمة هندية، أخيرًا، حبس كيجريوال لمدة 4 أيام أخرى، رغم الاحتجاجات على اعتقاله.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن وزارة الخارجية الهندية وبخت واشنطن على تصريحاتها، واستدعت دبلوماسيين، منتقدة ما اعتبرته تدخلًا في شؤونها الداخلية.
كما ندد نائب الرئيس الهندي، جاغديب دانكار، بتصريحات المسؤولين الأمريكيين، ووصفها بأنها "جاهلة"، مشددًا على سيادة الهند وتراثها الثقافي الغني.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول في اللهجة، يعكس موقف الهند المتطور على الساحة العالمية، ويؤكد مكانتها كقوة عالمية صاعدة.
وفي حين عززت الهند علاقاتها مع الولايات المتحدة، لاسيما في مجال التعاون التكنولوجي، فقد أظهرت أيضًا استعدادًا للرد على أي تدخل في شؤونها من قبل الدول الغربية، بحسب الصحيفة.
وقالت إن الدبلوماسية الحازمة التي تنتهجها حكومة مودي، أثارت مقارنات من حين لآخر مع "محاربي الذئاب" في الصين، وهو ما يعكس اتجاهًا أوسع من الخطاب القومي والثقة بالنفس في السياسة الهندية.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى قول منتقدين إن رد الهند على الانتقادات الغربية، قد يقوض مصداقيتها في قضايا حقوق الإنسان، ويؤدي إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الغرب.
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم الاشتباكات اللفظية، يعتقد المحللون أن المسار الأساسي للعلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة من غير المرجح أن ينحرف، إلا أنه لا تزال هناك خلافات حول قضايا مختلفة، بما في ذلك علاقة الهند مع روسيا ومعاملتها للأقليات الدينية والمعارضين السياسيين.
وأدى موقف الهند الحازم بشأن قضايا مثل قانون الجنسية المثير للجدل، والادعاءات المتعلقة بإرهاب السيخ في الخارج، إلى احتكاك مع الدول الغربية.
ويكافح الدبلوماسيون الغربيون لضبط رسائلهم مع الهند، خوفًا من رد فعل عنيف من حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، وفق الصحيفة.
وأكدت أن الخطاب الدبلوماسي الصارم للحكومة الهندية، ينسجم مع صورة مودي المحلية كزعيم قوي تحترمه القوى العالمية، إذ تحظى حكومته بدعم من أنصار القاعدة الشعبية، الذين ينظرون إلى مودي باعتباره رمزًا لأهمية الهند المتزايدة على المسرح العالمي.
وختمت "واشنطن بوست" بالقول إنه مع فرض الهند لنفسها على المسرح العالمي، فإن استجابتها للانتقادات تعكس توازنًا دقيقًا بين تأكيد السيادة والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الحلفاء الرئيسين، لافتة إلى أنه في حين تتمتع حكومة مودي بدعم شعبي لموقفها الحازم، فإنها تواجه التدقيق في تعاملها مع المبادئ الديمقراطية وقضايا حقوق الإنسان.