تواصل إسرائيل اتباع سياسة المراوغة مع حركة حماس والوسطاء الدوليين والإقليميين فيما يتعلق بمفاوضات التهدئة في قطاع غزة، فيما تؤكد حماس تمسكها بمطالبها، وترفض التنازل عن أي منها.
وخلال الأشهر الماضية، عقدت مفاوضات عدة عبر الوسطاء الدوليين والإقليميين، لكن دون أي نتيجة، فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها، في حين تؤكد حماس أن "مواقف متباعدة تحول دون إحراز اختراق بتلك المفاوضات".
وتطالب الحركة الفلسطينية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة النازحين لمنازلهم بغزة وشمالها، إضافة إلى تكثيف دخول المساعدات الإنسانية لكافة المناطق، والتوافق على صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين مع إسرائيل.
وأكد القادة الإسرائيليون في أكثر من مرة، عدم قبول شروط حماس، معتبرين أن الموافقة عليها تعتبر تنازلاً غير مسبوق وخسارة كبيرة بالنسبة لتل أبيب، فيما يسمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوفد التفاوض بالمضي قدماً بالمفاوضات غير المباشرة مع حماس لكن بدون صلاحيات موسعة.
وتمثل محدودية الصلاحيات للوفد الإسرائيلي المفاوض العقبة الأساسية أمامه للتوصل لاتفاق تهدئة مع حماس برعاية الوسطاء، فيما تواجه الحركة صعوبات في التواصل مع قيادتها بغزة، وهو ما يطيل أمد المباحثات.
كما وتراوغ إسرائيل بإرسال وفدها للمفاوضات وسحبه تحت أي ذريعة، لكسب المزيد من الوقت، للاستعداد للعمليات العسكرية الجديدة بغزة، والتي من المرجح أن تكون عقب انتهاء مهلة وقف إطلاق النار التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي.
ولا يبدو أن إسرائيل جادة في التوصل لاتفاق تهدئة مع حماس قبل تنفيذ عملية عسكرية واسعة بمدينة رفح، على الرغم من المرونة التي أبدتها الحركة في الآونة الأخيرة، واستعدادها للدخول في تهدئة على مراحل متعددة.
وفي إطار سعيها لإحراج حماس، أبدت إسرائيل موافقتها على إطلاق سراح سجناء فلسطينيين أفرج عنهم بصفقة شاليط، مقابل إفراج حماس عن جثتي أسيرين إسرائيليين تحتجزهما منذ 2014، وفق ما أوردت هيئة البث الرسمية "كان".
وأوضحت الهيئة، أن "حماس لم تسلم ردها بعد، وأنه من المتوقع أن يتم التعامل مع الاقتراح خلال المفاوضات بالقاهرة"، فيما نقلت "فرانس برس"، عن مسؤول كبير في حماس قوله، إن "الحركة لم تتخذ بعد قراراً بشأن ما إذا كانت سترسل وفداً إلى مفاوضات جديدة بالدوحة أو القاهرة".
إطالة أمد الحرب
ويرى المحلل السياسي، محمد مصلح، أن "إسرائيل غير معنية بالتوصل لاتفاق تهدئة مع حماس، خاصة وأن هدفها الرئيس إطالة أمد الحرب في غزة"، مشدداً على أن حكومة نتنياهو تريد تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية أكبر.