لقد كان الأردن ومازال خيمة العرب التي يستظل بها كل عربي حر شريف وطالما تحمل تلك الضريبة الكبيرة التي جعلته في مصاف الدول الأكثر فقرا في العالم وذاق المواطن الأردني بؤس الحياة أكثر ممن لجأوا إليه وتمتعوا بامتيازات لم يحصل هو على ربعها
من الذي يستهدف الأردن بهذا الشكل الحاقد البغيض
ماذا يريدون من الاردن أن يقدم أكثر مما قدمه وتحمله عبر عشرات العقود الزمنية السابقة
نحن أشقاء لكل العرب ولكن بالمقابل لم نرى من يقف معنا مثلما وقفنا مع غيرنا بل وقف الكل متفرجآ على جراح الأردنيين وهي تنزف وتنزف بغزارة ولم يسارع أحد الى تضميدها وتطبيبها
وكأن قدر الأردن أن يظل في دوامة لا تنتهي ويظل يدفع فاتورة عروبته وقوميته الصادقة من دم شعبه وجيوبه الخاوية التي لم يعد فيها شيء يقدمه
المؤامرات على الاردن تحاك من كل حدب وصوب وكأنهم يريدونه ان يكون كبش الفداء لمخططات واجندات لم تتوقف يوما عن السعي إلى تفتيته وتحطيم وحدته الوطنية وتلاحم شعبه الذي وقف كالطود خلف قيادته الهاشمية الغراء الحكيمة وأحبط كل المؤامرات الدنيئة التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا
إنها أضغاث أحلام أن نسمح نحن الأردنيون بأن يتحول الأردن إلى مملكة أخرى تحمل أي اسم آخر غير المملكة الأردنية الهاشمية
فلسطين هي شغلنا الشاغل وقضيتنا الاولى ولا يستطيع أحد أن ينازعنا في ذلك أو يساوم ويزايد علينا
وبلد المهاجرين والأنصار سيبقى بلد المهاجرين والأنصار ولكن بصفته الرسمية الدولية التي يحملها منذ استقلاله المجيد وتعريب قيادته وطرد كل ما لا يمت لأرضه الطهور بأية صلة
لن تغرينا كل مغريات الدنيا مهما بلغت في أن نتنازل عن استقلالنا في دولة ذات سيادة نحن رعاياها الذين نفديها بالغالي والنفيس ولا ننتظر منة أو تفضلآ من أي كان
سنقف كلنا في خندق واحد ضد أي محاولة دنيئة للنيل من اردننا الأغلى أو نسمح بتقسيمه إلى شراذم وأطياف تضعف أركانه وتزعزع استقراره
نحن خلف قيادتنا الرشيدة التي لم تخيب رجائنا ولا ثقتنا بها في يوم من الايام في ظل حادي مسيرتنا وقائدنا الاعلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله تعالى ورعاه الذي بحكمته وشجاعته استطاع أن يحفظ استقرار هذا الوطن المقدس واحبط كل المؤامرات التي أرادت النيل منه وعزز مكانة الأردن في جميع العالم بكل جدارة واستحقاق
لن يكون إلا ما نريد ولن يفلح المغرضون وسنمرغ أنوفهم في التراب بوحدتنا الوطنية وتلاحمنا وتماسكنا الذي يتعجب منه العالم كله
نحن الأردنيون الصامدون القابضون على جمر العروبة والوطنية في زمن باع فيه من باع وخان فيه من خان وتنازل فيه من تنازل الا نحن فلسنا من يخنع ويركع الا لله رب العالمين ولو كلفنا ذلك أرواحنا وأنفسنا وحتى أخر رمق في حياتنا
فليخسأ الخاسئون...
والله أكبر
وعاش الأردن وعاش الملك
وعاش شعب الأردن الثابت الراسخ كجذور ارض الرباط المقدسة