أخذ رصيد تسلا في الانخفاض، إذ إن الشركة تواجه تحديات مختلفة. فقد كانت المبيعات تتدهور، وكانت هناك قرارات مربكة بشأن المنتجات وتخفيضات في الأسعار. كما أن وضع الشركة في سوق السيارات الكهربائية في الصين مهدد أيضًا. كما ألغي إعلان استثماري مخطط له مع رئيس وزراء الهند.
وبالإضافة إلى ذلك، ألغى قاض دفع مبلغ 56 مليار دولار إلى الرئيس التنفيذي إيلون ماسك.
ومن المتوقع أن تُبلغ تسلا عن انخفاض بنسبة 40 بالمئة في الأرباح التشغيلية وانخفاض أول إيرادات لها خلال أربع سنوات. وردًّا على ذلك، أمر ماسك بأكبر تسريح لموظفين للشركة على الإطلاق وهو يركز على مفهوم مركبة ذاتية القيادة تسمى "روبوتاكسي".
ووفقًا لوكالة "بلومبرغ"، فإن فكرة إنشاء خدمة سيارات أجرة مستقلة ظلت قائمة منذ ثماني سنوات، إلا أن تسلا لم تنفذ بعد البنية التحتية اللازمة، أو لم تحصل على موافقة تنظيمية لاختبار هذه السيارات على الطرق العامة. وأرجأ ماسك أيضًا خططًا لـ 000 25 دولار لعربة سوق جماعية يعتقد المستثمرون أنها حاسمة لمستقبل الشركة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال تسلا تقدر بأكثر من تسعة أضعاف الرسملة السوقية للجنرال موتورز والفورد. غير أن المحللين يشعرون بالقلق إزاء إستراتيجية الشركة، وقد يفقد بعض المستثمرين صبرهم. كما أن ماسك بدأ بأكبر عملية تسريحات لموظفي الشركة؛ مما خفض عدد رؤوس الأموال العالمية بنسبة 10% على الأقل. كما أنه أعطى الأولوية لتطوير روبوتاكسي على مفهوم السيارات الأرخص.
وعلى الرغم من أن ماسك منذ زمن طويل يتذمر بشأن التكنولوجيا الكاملة للقيادة الذاتية، وأن تسلا سوقت منتجها على هذا النحو، إلا أنه لا يزال تمويل التنمية المستدامة يتطلب إشرافًا مستمرًا وليس مستقلًا تمامًا حتى الآن.
ويركز ماسك الآن على استخدام لقطات الفيديو من الكاميرات الموضوعة حول سيارات تسلا لإملاء كيفية قيادة المركبات بدلًا من الاعتماد فقط على شفرة البرمجيات.
وفي حين أن مشروع روبوتاكسي يحظى بالأولوية، فإن تسلا لا يزال يعمل على تصميم مركبات منخفض التكلفة يدعم نماذج مختلفة، بما في ذلك نموذج دون عجلة توجيه أو دواسات. ومع ذلك، فإن المستثمرين قلقون من أن خيارات تسلا الميسورة التكلفة ربما تكون قد شُفيت بالكامل.
وتعتبر إعادة توجيه تسلا حول روبوتاكسي أمرا محفوفا بالمخاطر، إذ ثبت أن من الصعب على تكنولوجيا القيادة المستقلة التحكم في التدقيق التنظيمي على مستوى الولايات والمستويات المحلية، لكن اعتقاد ماسك أن جعلها متاحة على نطاق أوسع إلى جانب تخفيض الأسعار يمكن أن يجعل الروبوتات حقيقة واقعة.
تقوم تسلا في الوقت الحالي ببناء مراكز بيانات في نيويورك وتكساس لتجهيز لقطات الفيديو التي التقطتها مركباتها وتدريب أنظمة قيادتها. ومن الجدير بالذكر أن موقع بوفالو متقدم على الجدول الزمني، لكن موقع أوستن يواجه تجاوزات في التكاليف.
ولم تكن عمليات التسريح في تسلا تهدف فقط إلى إعادة توجيه الإنفاق إلى محور الروبوتات. وحُددت أهداف متساوية لتخفيض عدد الموظفين لأفرقة في جميع أنحاء الشركة، بما في ذلك الفرق العاملة في مجال الحكم الذاتي. بيد أن عمليات التسريح كانت سيئة التنظيم والتنفيذ.
وعمومًا، تواجه تسلا تحديات كبيرة، ويشكك المحللون والمستثمرون في إستراتيجية الشركة. ولا يزال نجاح مشروع روبوتاكسي غير مؤكد، مع تزايد المخاوف بشأن مستقبل خيارات تسلا من المركبات الميسورة التكلفة.