سلط تقرير لمجلة "سبكتيتور" الضوء على نهج النظام الإيراني في تصفية معارضيها في الخارج، تضمَّن تصريحًا لمسؤول أمريكي قال فيه: "إن هذا النظام يقوم بتصفية المعارضين في أمريكا وأجزاء من أوروبا باستخدام المجرمين كوكلاء ودفع مبالغ ضخمة لهم".
وبحسب المسؤول الأمريكي، واستنادًا إلى هذا النموذج، يمكن للنظام الإيراني إصدار أوامر بالقتل دون التورط بشكل مباشر في الأعمال القذرة.
وأشار التقرير إلى الطبعة البريطانية، في تاريخ النظام الإيراني في استخدام الجماعات الوكيلة، مثل: ميليشيا حزب الله في لبنان، والميليشيات في العراق وسوريا واليمن، لتنفيذ خطط النظام دون تحمل المسؤولية المباشرة عن أفعاله، مضيفًا أن قادة النظام الإيراني يستخدمون منذ فترة هذا النموذج نفسه للقضاء على مَن يعتبرونهم أعداء لهم في جميع أنحاء أوروبا أو أمريكا.
وكشف التقرير أنَّ الوحدة 840 هي فرع من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إحدى وحدات الاستخبارات في إيران، التي استخدمت هذا النموذج لتنظيم هجماتها في الخارج.
ومن بين مشاريع القتل التي استخدمت بها هذه الوحدة التابعة للحرس الثوري الإيراني الجماعات الإجرامية، برنامج اغتيال سيما ثابت، المذيعة السابقة لبرنامج "جشم انداز"، وفرداد فرحزاد، مقدم برنامج "24" على قناة "إيران إنترناشيونال". لكن الشخص الذي تم استئجاره لتنفيذ جريمة القتل كان جاسوسًا مزدوجًا؛ ما أدى إلى فشل مؤامرة الاغتيال.
علاوة على ذلك، أدانت هيئة المحلفين بالمحكمة الجنائية المركزية في بريطانيا ديسمبر الماضي، محمد حسين دوتاييف، النمساوي من أصل شيشاني، لتورطه في جرائم "إرهابية" ضد قناة "إيران إنترناشيونال".
ووفقًا لتقرير "سبكتيتور"، ليس لدى إيران أي قواعد محددة للعثور على المجرمين لتنفيذ عمليات في الخارج، باستثناء العمل بعيدًا عن الأنظار، وبناءً على ذلك فإن عصابات الدراجات النارية والمتاجرين بالبشر هي الخيارات الأفضل للعمل بعيدًا عن أعين شرطة مكافحة الإرهاب.
ومن خلال دراسة قضية توظيف إسماعيل، الرجل الذي عهد إليه باغتيال فرداد فرحزاد وسيما ثابت، يقال إنه من أجل توظيفه، أرسل له الحرس الثوري الإيراني أولاً عقدًا يتعلق بتوظيفه كفرد في طاقم سفينة، وبعد أن نال الثقة في السنوات التالية طلب منه المساعدة في العثور على قتلة لتنفيذ عملية اغتيال، بحسب ما أوردته المجلة.
وتستخدم إيران المجرمين لقتل معارضيها في الخارج منذ سنوات، ومن بين هذه الجماعات الإجرامية مجموعة تسميها الحكومة الأمريكية شبكة "اغتيالات ناجي شريفي زندشتي".
وقد تورطت شبكة "زندشتي" خلال السنوات الأخيرة في قتل أو اختطاف عدد من نشطاء المعارضة الإيرانية في تركيا، ومن بينهم سعيد كريميان، مدير مجموعة "جم تي في"، ومسعود مولوي، مؤسس قناة "بلاك بوكس" على تليغرام، وحبيب أسيود، وهو أحد الناشطين العرب الأهوازيين.