2025-01-01 - الأربعاء
العثور على طفل مفقود في غابات جرش -صور nayrouz أمين تنظيم حزب الريادة: قانون المسؤولية الطبية خطوة هامة تنظم العلاقة بين المريض ومقدم الخدمة nayrouz الأرصاد: تحسن الموسم المطري مع نهاية المنخفض الجوي الأخير nayrouz إليكم ترتيب "الأردن" بين الدول الأكثر ديوناً nayrouz القوات المسلحة الأردنية.. حامية السيادة ومساندة رئيسية للأشقاء العرب nayrouz العمل: سنتابع مدى التزام المنشآت بالحد الأدنى للأجور.. وعقوبات على المخالفين nayrouz المالية النيابية توصي برفع رواتب العسكريين والمتقاعدين nayrouz الدكتور سامر زياد الشرادقة يهنئ جلالة الملك وولي العهد بمناسبة العام الجديد nayrouz "الطيران المدني": هبوط الطيران الأردني في مطارات سوريا مقترن بجاهزيتها فنيا nayrouz مؤسسة المتقاعدين العسكريين ودورها الريادي الوطني الاردني nayrouz محمد فنيخر معزي يشكر الله على سلامة ابنته البتول من حادث انقلاب مركبة nayrouz الجزيرة يفسخ عقد كالديرون وعلان nayrouz السفير القطري يعزي قبيلة العدوان ـ صور nayrouz العثور على جثة خمسينية في منطقة البتراوي بمحافظة الزرقاء nayrouz وفد من أهالي مدينة خان يونس يُكرم المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/4 nayrouz أمريكا تستقبل NewYear2025 السنة الجديدة بيوم دامي.. مقتل وإصابة 40 شخص بحادثة دهس وكشف تفاصيل جديدة nayrouz بني يونس مرشحا للأمانة العامة لحزب إرادة nayrouz العميد الركن المتقاعد رمضان الدعجة: مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني nayrouz العميد الطبيب يوسف زريقات ..يتفقد تجهيز آلية إسعاف في مدينة الحسين الطبية - صور nayrouz وفاة شاب عشريني بصعقة كهربائية في سحاب nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأربعاء 1-1-2025 nayrouz قبيلة بني صخر تشكر الملك وسمو ولي العهد على التعازي بوفاة العميد المتقاعد فواز الزهير nayrouz البروفيسور نسيم برهم الراميني في ذمة الله nayrouz الشاعر مليح كلوب الهقيش ينعى وفاة مدير الأمن العام الأسبق عبد الرحمن العدوان nayrouz شكر على تعاز nayrouz نقيب المحامين يحيى أبو عبود يقدم التعازي لقبيلة بني صخر بوفاة الشيخ فواز الزهير nayrouz الشيخ طايل الفايز يتقدم بأحر التعازي بوفاة الفريق عبد الرحمن العدوان nayrouz الشيخة ريما ارتيمة: الأردن فقدت قامة وطنية كبيرة برحيل الفريق عبدالرحمن العدوان nayrouz عاهد كمال الحوري "ابو وسيم " في ذمة الله nayrouz وفاة أبرز موظفي "سوداني" للاتصالات nayrouz مدير الأمن الأسبق عبدالرحمن العدوان في ذمة الله nayrouz وفيات الثلاثاء 31-12-2024 nayrouz وفاة الحاج محمد عبدالهادي الخطاطبه "ابوماجد " اثر حادث سيرمؤسف nayrouz نيروز الإخبارية تفقد إحدى متابعيها nayrouz سلطان الحديدي يعزي النسور بوفاة الحاج عبدالرزاق حمدان العلي nayrouz الجبور يعزي الزميل عبدالله المجالي بوفاة عمه nayrouz 13 إصابة بحوادث تدهور وتصادم على طرق داخلية وخارجية nayrouz الحاج خالد يوسف العدوان”ابو مشهور " في ذمة الله  nayrouz محطات في حياة المرحوم أحمد عدوية nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 30-12-2024 nayrouz

البطوش تكتب سجن الشاشات الإلكترونية...خطر يهدد طفولة أبنائنا

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

حنين البطوش

استشارية نفسية أسرية وتربوية

نحن نعيش في عصر العجائب والغرائب، ليس فقط من ناحية التقنيات غير المعروفة سابقا ولكن أيضا من ناحية سرعة تطورها، فمن سنوات ليست بعيدة كان عصر التلفزيون ثم عصر الحاسوب يليه عصر الإنترنت الذي تسبّب بظهور مصطلحات جديدة أطلقها البعض كقولهم "العولمة والقرية الكونيّة"، لكننا نعيش حاليا في زمن عصر الشاشة الرقمية والتفاعلية بدءّاً من الهواتف إلى التابلت وحتّى الألواح التي تغزو الشركات والمدارس، فهذه الأجهزة أصبحت كالدمية في أيدي الصغار قبل الكبار فصارت هي سلوتهم، وصاروا يتقنون استعمالها وحلّت محلّ الألعاب التي كانت تلهو بها الأجيال السابقة، بل صار بإمكان الجيل الحالي تحميل ما شاء من تلك الألعاب وغيرها إلكترونيّاً على الأجهزة، فنادراً ما تخلوا منها بيوت القادرين على دفع ثمنها وحتّى من لم يكن قادراً تجده إما يشتريها بالتقسيط أو يستدين لشرائها.
لقد أصبح الطفل في كثير من البيوت أسير هذه الشاشة، يجلس أمامها ساعات وساعات، يبقى نظره مشدوداً إليها وأصابعه تساهم في الحروب الوهمية والمغامرات النظرية التي تشد عقله وبصره وتفكيره وتسلب قلبه وتجعله أسيراً للخوف والرعب والصور المتعاقبة لما فيها من حرفيّة وإبهار وجذب عبر الألوان والأحداث والشخصيّات، كل هذا الانسجام بين الطفل والشاشة يشعرنا بالقلق مما تسببه هذه الأفلام ومما تتركه من آثار في سلوك الطفل وتفكيره ومستقبله الدراسي.
ولكن بينما تُتيح لنا هذه التكنولوجيا العديد من الفوائد، إلّا أنّها تُشكلّ أيضًا خطرًا كبيرًا على صحة أطفالنا ونموّهم، ففي عصرنا الرقمي، باتت الشاشات الإلكترونية حاضرةً في كلّ منزلٍ تقريبًا، وأصبحت جزءًا لا يتجزّأ من حياة أطفالنا منذ الصغر، يُصبح الأطفال مُتعلّقين بالهواتف الذكية، ويقضون ساعاتٍ طويلةً يلعبون الألعاب أو يشاهدون مقاطع الفيديوظن لكن هل هذا التفاعل المُفرط مع العالم الرقمي يُعدّ آمنًا على أطفالنا؟ وهل تُشكّل الشاشات الإلكترونية سجنًا حقيقيًا يُقيّد طفولتهم ويُعيق نموّهم وتطورهم؟. 
يُنطوي استخدام الشاشات الإلكترونية على مخاطرَ جمةٍ على صحة ونموّ الأطفال، كالتأخر في النمو، حيث يُمكن أن يُؤدّي قضاء وقتٍ طويلٍ أمام الشاشات إلى تأخر النمو اللغوي والحركي لدى الأطفال.
حيث تُشير الدراسات إلى أنّ هناك صلةً بين قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات الإلكترونية والسمنة لدى الأطفال، وذلك لأنّ قلة الحركة والجلوس لفتراتٍ طويلةٍ يُؤدّيان إلى زيادة الوزن، ويُمكن أن يُؤدّي التعرّض المُفرط للمحفزات البصرية والصوتية من الشاشات إلى صعوبة التركيز والانتباه لدى الأطفال، وتُؤثّر الإضاءة الزرقاء المنبعثة من الشاشات على إفراز هرمون الميلاتونين، ممّا يُؤثّر على جودة النوم لدى الأطفال وإجهاد العينين وضعف البصر.
أما من الناحية النفسية  والسلوكيّة قد يُؤدّي استخدام الشاشات الإلكترونية لمشاكل كثيرة  كالشعور بالقلق والاكتئاب والوحدة والعزلة الاجتماعية لدى الأطفال، وأنّ الاعتمادَ المُفرطَ على التواصلِ عبر الشاشات يُؤدّي إلى ضعفِ مهاراتِ التواصلِ الحقيقيّ وفقدانِ القدرةِ على التفاعلِ الإنسانيّ العميقِ ويكون من الصعب بالنسبة لهم التعبير عن أنفسهم والإعتراف بعواطفهم والإخفاق في إقامة علاقة اجتماعية ناجحة مع الأسرة والأصدقاء، كما أنّ المقارنة المستمرة مع حياة الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي تُمكن أن تُؤثّر سلبًا على الثقة بالنفس، ويُمكن أن يُصبح الأطفال مُدمنين على الإنترنت، ممّا يُؤدّي إلى إهمال الوظائف المدرسية وعلاقاتهم الاجتماعية وبعض السلوكياتٍ الهوسية والتعرض لمحتوى غير ملائمٍ للأطفال على الإنترنت كالأشكال المرعبة التي تستعمل القسوة والعنف في تحركاتها تسبب صدمات نفسية للطفل، وأمراضا حقيقية من الخوف والرعب عند صغار السن ممن لا يميزون بين الحقيقة والخيال، والذين يعمدون إلى تقليد الشخصيات في القتل والعنف في ألعابهم الحقيقية في حياتهم مع إحوتهم وزملائهم في المدرسة، فهولاء الأطفال معرضون لأن يصبحوا عنيفين وفاقدي الاهتمام بالنشاطات الأخرى وأن يتشكل لديهم سلوك معاد للمجتمع.   

لا شكّ أنّ الشاشات الإلكترونية تُشكّلُ أداةً قويةً ذاتَ حدّين فمن ناحيةٍ، تُمكنُنا من تحقيقِ العديدِ من الفوائدِ، حيث تُتيح للأطفال إمكانياتٍ هائلةً للتعلم والترفيه والتواصل حيث تُتيح للأطفال الوصول إلى كمّ هائلٍ من المعلومات والمعرفة، ممّا يُساعدهم على تنمية مهاراتهم واكتساب معرفة جديدة و الاستمتاع بوقت فراغهم وتطوير مهاراتهم الإبداعية، بينما تُشكّلُ من ناحيةٍ أخرى مخاطرَ جمةً لا ينبغي تجاهُلها، فتُعدّ الشاشات الإلكترونية سجنًا حقيقيًا للأطفال، إذا تمّ استخدامها بشكلٍ مفرط، فالمفتاح للاستفادة من التكنولوجيا الرقمية دون الوقوع في فخّها هو إيجاد التوازن بين الواقع الرقمي والواقع الحقيقي للأطفال ، بوضع قواعد صارمة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية ،بتحديد مدة زمنية محددة لاستخدامها، والالتزام بهذا الوقت قدر الإمكان، والتأكد من أنّ المحتوى الذي يتعرض له الأطفال على الإنترنت مناسبٌ لعمرهم واحتياجاتهم، وتوفير بدائل ممتعة
كتشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الرياضة والاجتماعية، الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية أمام الأطفال، وإظهار السلوك الإيجابي في استخدام التكنولوجيا ،ولا بد من قضاء وقتٍ نوعيٍ مع العائلة بعيدًا عن الشاشات الإلكترونية، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية لمنع الأطفال من الوصول إلى المحتوى غير الملائم.
عن طريق الحوار المفتوح مع الأطفال حول مخاطر الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية، والاستماع إلى مخاوفهم واحتياجاتهم.
ومن هنا؛ فلا بد من أن يكون للأهل دور في غربلة هذا المحتوى قبل وصولهم لأطفالهم والاطمئنان لملائمتها للثقافة والعقيدة والأخلاق الإسلامية، خصوصا أن أبرز المصنعين والمسيطرين على هذة الصناعة هم من ثقافات ومجتمعات بعيدة جدا عن ثقافاتنا وحضارتنا الإسلامية.
ويكمن إذن الحل في أيدي الوالدين في تجنيب أولادهم الوصول لتلك المرحلة من المشكلات الناتجة عن الأجهزة والألعاب الإلكترونية، فليملؤوا أوقات أولادهم بعلم الدين وحفظ القرآن الكريم والمتون الشرعيّة وزيارة الأرحام وتعلم العلوم النافعة والقيام بالنشاطات الرياضيّة، بدل التسبّب بالسوء ومن ثمّ البكاء من العجز عن معالجته.