تفرض فصائل المقاومة الفلسطينية وجودها في الميدان عبر نشر فيديوهات بشكل يومي حول عملياتها ضد قوات الاحتلال التي تحاول التوغل في مخيم جباليا (شمال) وفي مناطق أخرى من قطاع غزة، وفي المقابل لا يقدم الاحتلال أي صورة عن معاركه في غزة.
وفي آخر التطورات، أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاتليها فجروا دبابتي ميركافا 4 بعبوتي شواظ شرق مدينة جباليا. كما استهدف مقاتلو سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– دبابة ميركافا في جباليا واشتبكوا مع قوة بجوارها وأوقعوها بين قتيل وجريح.
ويؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في جباليا تعثرت بشكل كبير جدا خلال هذه الأيام، نتيجة العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وقال إن جيش الاحتلال يحاول التوغل إلى عمق جباليا وجباليا البلد ومناطق أخرى، لكنه قد يكون صيدا سهلا للمقاومة.
وفي المقابل، تراوحت عمليات فصائل المقاومة في الفترة الأخيرة ما بين عمليات مباشرة وعمليات غير مباشرة، من خلال التصدي للقوات الإسرائيلية المتقدمة وتدمير دباباتها وجرافاتها، بالإضافة إلى عمليات القنص واستخدام العبوات والاشتباكات المباشرة بين الطرفين.
ووصف العقيد الفلاحي عمليات المقاومة في غزة بأنها نوعية ومستمرة، وتسبب خسائر كبيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم أنه لا يقر بهذه الخسائر ويحاول في بعض الأحيان تقديم مبررات من قبيل أن مقتل جنوده حدث بنيران صديقة.
ويشير إلى أن الأصوات داخل إسرائيل بدأت تتعالى على مستويات عليا بشأن الجنود الذين يقتلون على يد المقاومة في غزة، وقال إن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي صرح بأن مهمة الجيش في جباليا وجباليا البلد شمالي قطاع غزة هي مهمة "عبثية".
كما أن العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي القطاع لن تقدم شيئا للإسرائيليين على المستويين السياسي والعسكري، كما يرى الخبير العسكري والإستراتيجي، والذي يقول إن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الحرب هو لأسباب سياسية.
ورجح أن الخسائر التي تتكبدها إسرائيل جراء حربها على غزة ستكون لها تداعيات على الاقتصاد الإسرائيلي وعلى جوانب أخرى من الحياة في تل أبيب.