يقول كارل ماركس " ان التاريخ يعيد نفسه في المرة الاولى كمأساة , وفي المرة الثانية كمهزلة " وهي مقولة اثبتت قدرة دائمة على اثارة الاعجاب والقابلية للاثبات ،
والسؤال الذي يطرح نفسه لك ايها القارىء ، هل انت مع مقولة كارل ماركس بان التاريخ يعيد نفسه!
عبارة تتردد عادة على مسامعنا كل يوم ، و هناك العديد من الحوادث التي تكرر نفسها في التاريخ بسبب عدم الاستفادة من دروس الماضي او اخذ العبر احيانا او لربما بفعل الصدفه البحثية احيانا اخرى ،
لم يستفد أدولف هتلر من دروس التاريخ وقد كرر خطأً نابليون بونابرت ذاته وكانت النتيجة ان التاريخ اعاد نفسه مع خسارة مدوية لجيش هتلر تشبه الى حد كبير خسارة جيش نابليون في روسيا .
عندما يتعلق الأمر بالحوادث التاريخية فلا بد من ذكر السفن المحطمة ، فعلى سبيل المثال سفينة التايتانيك الشهيرة مصدر الهام لعدد كبير وضخم من الافلام الوثائقية ، كما انتجت هوليوود الفيلم الدرامي الشهير الذي يروي قصتها ، وخصصت لها العديد من المتاحف ومع ذلك لا تعتبر قصة التايتانيك الاكثر دموية في تاريخ السفن المحطمة .رغم ان الكثير بكى عليها وتأثر بها .وشاهدها الكثير من المرات .
ففي حالة التايتانيك فقد ابحرت السفينة في رحلتها الاولى من انجلترا الى نيويورك عام 1912 وقد ادعى الذين قاموا بتصميمها انها غير قابلة للغرق اطلاقا ، لكن جبلا جليدا اعترض طريقها وانهارت مع الركاب وطاقم السفينة.
بعد عقود غادرت السفينة " دونا باز" شاكلوبات في الفلبين متجهة الى مانيلا بعدد كبير من الاشخاص الذين يسافرون لقضاء عطلة عيد الميلاد ، وفي مضيق تابلاس اصطدمت السفينة بناقلة نفط ، مما تسبب في انفجار هائل ادى الى غرق السفينة بسرعة وعلى الرغم من ان سفينة عابرة اخرى استطاعت انتشال عشرات الناجين من الماء ،لكن ما يصل الى اكثر من اربعة الاف لقوا حتفهم ليصبح غرق تلك السفينة أسوأ كارثة بحرية في العالم اسم " سايتانيك اسيا " .
الاغتيالات: ربما يبالغ الكثير في اوجه التشابه بين الرئيس الاميركي السابق أبراهام لينكولن وجون كينيدي ، حيث اعاد التاريخ نفسه في هاتين الحادثتين وفقا للكثيرين ، ولكن لا تزال الكثير من الامور المدهشة بين هاتين الحادثتين .فهل هي صدفة !؟ ام ان التاريخ يعيد نفسه حسب صديقنا كارل ماركس ؟!.
ويجب علينا ان لا ننسى جائحة فيروس كورونا Covid 19 الذي بدأ في اواخر عام 2019 وعدد ضحاياه لا تزال في الذاكرة. مما فتك بملايين الاشخاص في أنحاء العالم . فهل نعتبر بان التاريخ اعاد نفسه بان البشرية قد تعرضت الى عدة مرات من اوبئة حصدت الارواح بشكل جماعي هائل ولربما كان الموت الاسود اكثرها شهرة . وهل كان الايدز أسوأ من الموت الاسود فيما يتعلق بعدد الضحايا! .
قال ماركس التاريخ يعيد نفسه ،فهناك من رفض هذه المقولة واستدلوا بوقائع مختلفةً شهدها البشر في حياتهم قديمًا وحديثا تخالف ما عبر عنه الفيلسوف كثيرا ما لا يعيد التاريخ نفسه ، لان هناك قدرات متجددة للعمل الانساني سلما وحربا ، هناك ادوات الانتاج التي تقدمت اليوم التكنولوجيا الحديثة ، والمعلومات والتقنيات في كل المجالات ، كل ذلك ينتج تواريخ جديدة وحديثة في كل ساعة .
هناك الملايين من احداث الماضي مضت وغيرت ولربما نسيت مع مرور الوقت ولم يعد لها وجود في ذاكرة الكتب والبشر , بينما هناك احداث تحولت الى نقش في ذاكرة عقول الشعوب .
كثيرا من البلدان كانت تعد من بين الدول المتخلفه ولم تلعب دورا هاما في الماضي ، اصبحت اليوم من القوى العظمة التي يحسب لها الف حساب ، في السلم والحرب مثل الصين الهند ، البرازيل الكوريتين وغيرها من باقي الدول .
التاريخ يزخر باحداث مضت وآلت الى قبور النسيان التاريخ كأي موجود على هدا الكون يلحقه الصدأ وتنخره السنوات فيزول ، لكن فيه ما يبقى ويكون له صدى يحرك الحاضر ويخلق قوى تحرك الملايين من البشر خيارات كثيرا ما تكون متناقضة ، شخصيات تاريخية واحداث عاشت وكانت في قرون مضت نجدها تحيا مع الناس في حياتهم اليومية ، شوارع ومدارس ، مدن تحمل اسمائهم ، واخرى تملأ كتب مناهج التعليم في مراحلها المختلفة.
العالم يعيش اليوم بكل حواسه ما يشاهده على ارض فلسطين وغزه ، شيىء لم تعشه الملايين من قبل من قتل نساء واطفال مدنيين وتهجير تنقلها وسائل الاعلام الى اصقاع العالم في صور حية ، صدأ التاريخ عندما يتحول الى آلة كنترول لا ترحم كبيرا ولا صغيرا من قتل . هذا يؤكد بان بعض رؤوس قد امتلات بغبار صدى الماضي وأساطيره ، بدموية جنونية لم يشهدها التاريخ لربما من قبل .
فهل التاريخ يعيد نفسه في المرة الاولى كمأساة وفي المرة الثانيه كمهزلة على رأي مقولة ماركس ! وهل هناك تشابه بين التاريخ والواقع! !!!!