شهر ايار مايو يفتخر كل أردني صغيرا او كبيرة رجلا او امرأة ببطولات أجداده وكفاحهم لتحرير أرضهم واستقلاله ، فهو شهر الفخر والعزة والالتفاف حول قائد مخلص وظافر تماما كالتفاف الشعب الأردني اليوم حول الملك عبدالله ألثاني ، فهو شهر نستعيد فيه ذاكرة الكفاح الوطني والبطولة والاستبسال لنيل الحقوق ،استقلال الأوطان من الاحتلال البريطاني .
استقلال الاردن يجسد الكفاح المشترك بين الزعماء الأبطال والشعب الداعم لهذه الزعامة الهاشمية التي أسست امارة شرق الأردن منذ عام 1921 وحتى تعريب الجيش الاردني ونضاله وتحقيق الاستقلال في عام 1946.
في عيد استقلال الأردن نستعيد التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الوطن الشرفاء ، واعلان السيادة الكاملة على ترابنا الوطني ، وصناعة تاريخ مجيد لدولة عربية حديثة تنتصر للعلم والثقافة وتبني حضارتها على أسس من الحرية والديمقراطية.
في هذه الذكرى يواصل الأردنيون تكاتفهم مع قادتهم للحفاظ على المكتسبات ووحدة النسيج الاجتماعي ودعم جهود الملك عبد الله الثاني في عمليات اصلاح المجتمع وتطويره .
واحتفال شعبنا الأردني بعيد الاستقلال ، هو ترسيخ لقيم الانتماء للوطن وقائده ، للارتفاع بشأن قضايانا الوطنية ومواصلة طريق التقدم ومواجهة التحديات .
بدأ كفاح الشعب الأردني لنيل حريته واستقلاله منذ وصول الأمير عبدالله إلى معان في 21 تشرين ثاني 1920م واستقبله أعيان البلاد وقادة الحركة العربية ، بحفاوة كبيرة لسليل الهاشميين الأشراف احفاد رسول الله ، وأقام في معان عدة أشهر ، وشجعه قادة الحركة العربية على التقدم شمالا الى عمّان فدخلها في 2 آذار 1921م وسط ترحيب أهلها وفخرهم بقدوم الأمير .
إمارة شرق الأردن التي اسسها الأمير عبد الله بن الحسين عام 1921 ، واعتراف مجلس عصبة الأمم بها كدولة تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1946.
وطوال هذه السنوات واصل الأردنيون جهودهم للتحرر من ربقة الانتداب البريطاني وتحقيق الاستقلال وسط مماطلة بريطانيا حتى نجحت جهود الأردن قيادة وشعبا في الحصول على الاستقلال .
وكان المجلس التشريعي الأردني قد عقد جلسة خاصة قدم خلالها قرار مجلس الوزراء وقرارات المجالس البلدية المتضمنة رغبة البلاد في الاستقلال ، واجمع على قرار إعلان استقلال البلاد الأردنية باسم : المملكة الأردنية الهاشمية والبيعة لمؤسسها عبدالله الأول بن الحسين ملكا دستوريا .
في 25 مايو 1946 وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن مملكةً مستقلة ذات سيادة،
وفي دار البرلمان ًو بحضور النواب و أعيان البلد وكبار الشخصيات تمت مراسم استلام قرار البيعة التي حملها بيده رئيس الوزراء ابراهيم هاشم و وقع عليه الملك المؤسس
الذي القى كلمته في نفس اليوم في قصر رغدان العامر
بخطبته الشهيرة قال فيها
"ابدأ بحمد الله على نعمائه واصلي واسلم على سيدنا محمد نبي الرحمة وعلى اخوانه من الانبياء والمرسلين جميعا صلاة دائمة طيبة مباركة ، ثم اشكر شعبي العزيز وحكومتي المؤتمنة لما بايعا به وما حقق بما ايدنا ووفقنا من امل البلاد واماني الثورة العربية التحريرية وذلك باعلان بلادنا الاردنية دولة مستقلة استقلالا تاما تعتز بأن تظل الوفية لميثاق الوحدة القومية والمثل العربية وانه لمن نعم الله ان يدرك الشعب بان التاج معقد رجائه ورمز كيانه ومظهر ضميره ووحدة شعوره ، بل انه لامر الله ووصية رسله الكرام ان يطالع الملك الشعب بالعدل وخشية الله لان العدل اساس الملك ورأس الحكمة مخافة الله".
ليصبح ذلك اليوم عيد الاستقلال الأردني ، ويصير الملك عبد الله الاول أول ملك يجلس على عرش المملكة الاردنيه الهاشمية ، واستمر في الحكم حتى تم اغتياله في ساحة المسجد الأقصى بمدينة القدس أثناء مغادرته لها عام1951 م ، شهيدا و تسلم نجله الامير طلال العرش لكنه لم يستمر كثيرا بالحكم نتيجة ازمات صحية ، ومن أبرز إنجازاته اصدار دستور الأردن المطبق في المملكة حتى يومنا هذا . كان الملك طلال قد تنازل عن العرش لابنه الاكبر الامير حسين بن طلال، وهو في السابعة عشر من عمره ولم يكن قد بلغ السن القانوني ، فقام مجلس الوصاية باستلام هذه المهام حتى بلغ الامير حسين بن طلال السن القانوني 18 عام ، و تولى سلطاته الدستورية في الحادي عشر من آب عام 1953 م و انضمت المملكة الأردنية الهاشمية الى الأمم المتحدة عام 1955 .
ومن ابرز انجازات الملك الحسين طيب الله ثراه تعريب الجيش عام 1956 ، بعد إعفاء كلوب باشا من منصبه كقائد للجيش وتسليم قيادة الجيش إلى ضباط الأردن ، كما ألغى الملك الحسين ، المعاهدة البريطانية في13 اذار 1957م ، وقام بجهود كبيرة في اعمار الأردن واقامة علاقات قوية مع دول العالم حتى لقب بملك القلوب الذي احبه شعبه حبا لا مثيل له حتى وفاته عام 1999م ،
ليتولى الامير عبدالله بن الحسين حكم المملكة ويصبح ملكا على الأردن ويواصل مسيرة أبيه واجداده في بناء الاردن والنهوض بها وفي عهده كان ومازال الأردن وفياً لانتمائه العربي وحريصاً على الوفاء بالتزاماته نحو أمته العربية والدفاع عن قضاياها العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية و من هنا ارتبط الشعب الأردني بمليكه الذي يمثل الرمز و القدوة الذي اجتمعت عليه جميع الفئات و الفصائل الاردنية على قلب واحد للتأكيد على حرية وديمقراطية وكرامة الوطن في عهد (ابو الحسين)
قائد مسيرة التنمية والنهضة.
ومع جهود قادة الأردن في استقلاله والحفاظ على كيانه واستقراره ونهوضه وصون شعبه ، فان للجيش العربي الأردني سجل مشرف من البطولات والتضحيات التي يسجلها التاريخ بكل معاني الشرف والفخر .
دور الجيش الأردني في حرب فلسطين فجيشنا العربي الأردني قدم أروع البطولات والفداء في حرب 1948 دفاعا عن فلسطين والقدس ، ولم يبخل بدمائه الطاهرة ولا روحه الغالية فداء للعروبة والاسلام والقضية الفلسطينية ، ونجحت قواتنا الأردنية الباسلة في صد هجوم اسرائيلي شرس على ابواب القدس القديمة في 16 يوليو 1948 ،وكبدت العدو في هذه المعركة 225 قتيلا ً و145 جريحاً. ويواصل جيشنا الأردني جهوده في حفظ حدود المملكة وصونها من اي اعتداءات خارجية .
تهنئتي القلبية لجلالة سيدنا ابو الحسين و جلالة الملكة رانيا وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله وللأردن شعبا وقيادة وجيشا بعيد الاستقلال الذي هو عيد الحرية والعمل و البناء والتقدم .