صدر في بداية شهر نيسان من هذا العام 2024 كتاب جديد للمؤرخ الاردني عاشق مدينة عمان عمر محمد نزال العرموطي بحوالي ( ألفين صفحة ) توزعت على أربعة مجلدات كبيرة، وذلك استمراراً لمشروعة التأريخي وهو( موسوعة عَمَّان أيام زمان ).وكان قد بدأ المؤرخ عمر العرموطي جهوده منذ نحو 15 عاماً سابقة، حتى بلغت اجزاء موسوعته عن مدينة عمان 12 جزءاً توزعت على (20) كتاباً منفصلاً،حتى بلغت الموسوعة بمجملها نحو ( عشرة آلاف صفحة).وقد استرعى انتباهنا في هذا الجزء الجديد الكثير من المعلومات والارقام والمواقف والحكايا والذكريات الاجتماعية والانسانية والسياسية والثقافية وغيرها عن الاشخاص والاماكن في عمان،حتى عن مسألة التقدم الحضاري في عمان وما حولها وما كان من أثر له على مستويين من الربح والخسارة. كذلك تلك المعلومات التي خطها قلم المؤرخ العرموطي من خلال لقاءاته الميدانية الكثيرة في عمان، وأيضاً عبر ما ضمنه بما خطه بعض الكُتَّاب الآخرين من معلومات وذكريات خاصة وعامة عن عمان.ولا يسعنا هنا لضيق المساحة إلا ان نذكر بعض الأمثلة القليلة عمَّا ورد في صفحات في هذا الجزء الجديد رقم 12من موسوعة العرموطي: الجندويل ووادي السيرمَن يحل لغز تسمية منطقة » الجندويل » !! فقد كانت معظم مناطق وجبال وأحياء عمان قد تم الاشارة الى سبب وتفسير تسميتها في الاجزاء السابقة من موسوعة عمر العرموطي مثل اللويبدة وجبل المريخ وماركا وام السماق والصويفية وغيرها الكثير، إلا سبب تسمية منطقة الجندويل بهذا الاسم ؟ الذي بحث عن سبب التسمية من أهالي المنطقة وما جاورها فلم يلقَ جواباً شافياً،لذا ما كان من المؤرخ عمر العرموطي إلا الاستعانة بصديقه الدكتورالاعلامي والاكاديمي المؤرخ محمد عبدالحفيظ المناصيرالذي كانت الاجابة الشافية لديه حيث تحدث للمؤرخ العرموطي قائلاً:<قامت الدولة العثمانية قديماً بإحضار بعض الشركس الذين كانوا في حرب مع قيصر روسيا وأسكنوهم في بعض مناطق الاردن التي تحتوي على المياه،وكان من ضمنها منطقة الجندويل بوادي السير، والجندويل بعلمي من كبار السن قديماً انها منطقة مياه–أي تجمع مياه–وقد بحثت في المراجع والقواميس عن أصل التسمية فتبين لي انها مأخوذة من » الجندول» وهو الجدول الصغير من المياه، أو مجموعة من الجداول تشكل جدولاً أو سيلاً أو وادياً كبيراً ما بين منطقة الجندويل ومنطقة الكرسي وهذا الوادي يسمى وادي الجندويل</فمنطقة الجندويل كانت منطقة زراعية قديماً،وهي منطقة سهلية منبسطة تربتها حمراء، وقد تحولت منذ عقود الى منطقة سكنية عمرانية جميلة بعد أن كانت زراعية وهي من أحياء عمان الجديدة في وادي السير.• مبانٍ تراثية تم هدمها ومما جاء على لسان المؤرخ عمر العرموطي في هذا الكتاب هو أسفه الشديد لهدم وإزالة بعض المباني التراثية وسط البلد في عمان حيث قال:لم يكن يتوجب هدمها، فهنا عند سوق الذهب والصاغة كان المقهى الشهير قديماً » مقهى حمدان» فهو مقهى تاريخي,. فقد كان رجالات عمان وشيوخ العشائر والسياسيون والموظفون يجتمعون فيه، وقد عُقد فيه المؤتمر الاردني الاول عام 1928 برئاسة حسين باشا الطراونة وزعامات البلاد، فتم مع الاسف هدمه في خمسينيات القرن الماضي.كذلك فندق فيلادلفيا التاريخي الشهير الذي تم تأسيسه كفندق من الدرجة الاولى الراقية في العام 1925 قرب المدرج الروماني الذي التقى فيه الكثير من الشخصيات السياسية والفنية العربية والاجنبية, والذي تم هدمه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.وهنا يقول العرموطي: هناك حل بديل وهو عمل خارطة سياحية مع صور لتلك الامكنة تقوم بها امانة عمان الكبرى وتوضع على رخامة كبيرة قرب تلك الامكنة التاريخية القديمة.• سباق الخيول والإبل في ماركاومن لقاء أجراه العرموطي مع الكابتن الطيار «وائل قبلان العبداللات» تحدث للمؤرخ بقوله: فيما يتعلق بالخيل الأصايل فقد كان المرحوم سيادة الشريف ناصر بن جميل يقوم بتنظيم سباقات الخيل في المنطقة التي تقع ما بين مطار ماركا ونادي السباق الملكي, وكان هناك خيَّالة للشريف ناصر, وكان هناك إصطبل للخيل الأصايل في نادي السباق الملكي, حيث كان شيوخ العشائر يشاركون بهذا السباق، وكان طول الميدان حوالي كيلو ونصف المتر.. كذلك كان يتم سباق للإبل » الجمال» أيضاً.</وكان كذلك عندما يأتي المرحوم جلالة الملك الحسين الى مطار ماركا عائداً من أسفاره الى العاصمة عمان؛ كان شيوخ العشائر ينحرون له الإبل على دوّار ماركا احتفالاً بقدومه.
• دابوق وسبب التسميةوعن سبب تسمية منطقة دابوق في غرب عمان قال المؤرخ العرموطي: هناك روايتان الرواية الاولى للشيخ محمد عواد النعيمات إذ يشير الى أن منطقة دابوق–التي تقع عند المدينة الطبية وحدائق الملك الحسين – كان ينبت فيها نبات اسمه الدبيق أو الدبيقة, فعندما يمشي الانسان في تلك المنطقة يضرب الدبيق بملابس الماشي ويدبق بها.أما الرواية الثانية فهي من المرحوم العلَامة د. ناصر الدين الأسد إذ يقول: الآن قرب دابوق ماذا يوجد هناك؟! هناك صويلح التي استوطن فيها الاخوان الشيشان عبر هجرتهم اليها, فدابوق كانت مشهورة بالمروج الخضراء وأشجار البلوط والاشجار المثمرة كالخوخ والدراق،ففي العُرف الشيشاني ان كلمة دابوق تعني المروج الخضراء. مسجد الفتح في المحطة</ويشير المؤرخ العرموطي: كان مسجد الفتح في عمان قد تأسس عام 1933 في منطقة المحطة،وأسسه القائد الانجليزي للجيش العربي » فريدريك باشا»، وربما لأنه كان يقع ضمن معسكر الجيش لكن أول من افتتحه بالصلاة فيه وإنشاء مدرسة الفتح بجانبه هو المغفور له المؤسس الملك عبد الله الاول.ويتميز هذا المسجد القديم–الذي ما زال موجوداً حتى الآن–بوجود مئذنتين وقباب جميلة ونوافذ شبه دائرية ومتوضأ في ساحته له قبة مميزة وللمسجد باب خشبي قوسي مزخرف.</وفي داخل المسجد محراب قصير الطول حيث تحدث للمؤرخ العرموطي الشيخان » الرعود والصعوب «: أن المحراب كان قديماً أكثر طولاً من الآن، لكن السيول قديماً إذا كانت قوية وتداهم المسجد ومنطقة المحطة ومنها مسجد الفتح الصغيروأحيانا تدخل مياه السيل الجارف الى المسجد لذا فقد قام مسؤولو المسجد قديماً بتعلية أرضية المسجد حتى لا تدخل المياه في جوف المسجد.ومسجد الفتح هذا لا يوجد فيه منبر للخطابة بسبب صِغر مساحته التي تبلغ 36 متراً مربعاً فقط ولكن في عصرنا الحديث تم إقامة مسجد واسع بجانب المسجد القديم حيث يتسع للمئات من المصلين, يُسمى كذلك بمسجد الفتح. ذكريات المدرسة العسبلية
ومن مقابلة أجراها المؤرخ عمرالعرموطي مع الحاج احمد نزال العرموطي وهو من مواليد «منجا- مأدبا» عام 1925, حيث كان ذلك قبل وفاة الحاج احمد نزال بعشر سنوات وفي المقابلة تحدث الحاج احمد نزال عن ذكرياته القديمه حول عمان, وكان منها مثلاً قوله:بعد أن انهيت الصف الثالث الابتدائي في المدرسة العبدلية بجبل عمان انتقلت للدراسة في المدرسة العسبلية عند مدرج فرعون» المدرج الروماني, وبقيت في هذه المدرسة حتى الصف السابع الابتدائي، واتذكر من زملاء الدراسة فيها: كاظم الخالدي، عبد المنعم الرفاعي، حسيب الخطيب،وكان مدير المدرسة آنذاك هو حمد الفرحان.وكنا آنذاك نسكن في حي جبل نزال، ونذهب مشياً على الاقدام الى المدرسة،ثم نعود الى المنزل بفترة الظهر لتناول الغداء ثم العودة للمدرسة لإكمال الدراسة، وكنا أحياناً نُدعى لتناول طعام الغداء عند زميلنا المرحوم هاني خير لأن منزله كان قريباً من المدرسة في حي الشابسوغ.وكان بجانب المدرسة العسبلية يقع الديوان الاميري للملك المؤسس المغفور له عبد الله بن الحسين, واتذكر ان جلالته كان يأتي الى ديوانه–مقر الحكم – بدون حرس سوى سائقه الخاص، وأتذكر بأنني كنت عندما أشاهد سيارته قادمة الى ساحة المدرسة أركض لفتح باب سيارته وأتشرف بالسلام عليه وكان يقول لي: » عفية عليك..عفارم عليك».وكان جلالته يدخل الى صفنا الدراسي ويقول لي: » اطلع يا ولدي على اللوح» ويسألني أسئلة منها:» هل تعرف ترسم،ارسم الكتاب، ارسم كذا، وكان يسألني أسئلة بسيطة في اللغة العربية والقواعد والدين والحساب.واتذكر في يوم من الايام بأن جلالته جاء بسيارته الى ساحة المدرسة–وكانت ساحة المدرسة وساحة الديوان الاميري مشتركة–فركضت الى سيارته ونظرت بداخلها. فإذا بداخلها ضبع مربوط بجنزير !! فقال لي جلالته: » اذهب يا ولدي وأحضِر زملاءك حتى يشاهدوا الضبع».
الأرمني سيروب أنتيكجيان/
>ومما ضمنه المؤرخ العرموطي في كتابه هذا بعض ما تحدثت به الإعلامية والناشطة الثقافية والفنية » غيداء حمودة «عن شخصية اردنية عمانية » إذ أشارت الى ان «سيروب انتيكجيان» كان كبير الأرمن في عمان، وهو شخص عصامي عُرف بكرمه واحترامه للجميع، وهو مَن منح أرضاً في جبل الاشرفية لبناء كنيسة الأرمن هناك.وكان سيروب عمله الاساسي في مجال ميكانيك السيارات، إلا ن عمله في بداية حياته في عمان كسائق مع ثالث رئيس وزراء في الاردن وهو» رضا باشا الركابي، ونظراً لقلة السيارات في العام 1923 وبحسب «عاكف اديب القسوس» فبعد عمل سيروب كسائق فقد فتح مكتباً كبيراً للسفريات بالتكاسي والباصات من والى » عمان القدس حيفا يافا بغداد » وتوقف في العام 1948، ليبدأ سيروب مشروعاً جديداً حيث فتح محلاً لبيع الاسطوانات والآلات الموسيقية تحت اسم » استوديو البترا » والذي كان يقع في شارع فيصل قرب دخلة سينما عمان
ويقول القسوس عن محل سيروب ان الجيش العربي الاردني كان يشتري من هذا المحل الفني الآلات الموسيقية ذات الصناعة الغربية من انجليزية وألمانية لفرقهم الموسيقية.
وكان استوديو البترا المحل الوحيد الذي يبيع اسطوانات المطربين الكلاسيكيين مثل فرانك سينترا،بالاضافة الى الكلاسيكيات العربية. وظل هذا المحل مشهوراً بتخصصه هذا حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي حتى ظهرت كاسيتات » اشرطة » المسجلات الزهيدة الثمن والسهلة الاستخدام
• درج الزعامطة
وجاء في موسوعة عمان أيام زمان للمؤرخ العرموطي عن درج الزعامطة ما يلي:درج الزعامطة من أقدم وأشهر الادراج في عمان، وقد سُمي بذلك كون سكانه الى وقت قريب كانوا من آل الزعمط،وتعود أصول هذه العائلة الكريمة الى عشيرة العزيزيات في مؤتة الكرك، ثم انتشروا منذ العام 1600، حيث هاجر خمسة من الإخوة من عشيرة العزيزات من الكرك وانتشروا في بلاد الشام ومنها البلقاء, والذي منهم ينحدر آل الزعمط
وفي بداية العشرينيات جاء «عودة عواد الزعمط» من البلقاء الى عمان وعمل بتجارة اللحوم, وكان كريماً صادقاً وبيته مفتوحاً للجميع
فقد أنشأ عودة الزعمط ملحمة كانت من أهم ملاحم المدينة مقابل المسجد الحسيني, وكان الناس يُطلقون عليه لقب » شيخ اللحامين » في عمان.
وقديما فقد لحق عودة الزعمط العديد من أفراد العائلة الكبيرة وسكنوا على جانبي درج الزعامطة، هذا الدرج الموجود حتى الآن ويربط ما بين شارع الملك طلال وشارع خرفان في جبل عمان مقام الصحابي بلال بن رباح</وتضمنت هذه الموسوعة لقاء المذيعة ديالا الدباس من قناة رؤيا مع السيد محمد الجبالي الذي تحدث موضحاً عن موقع له اهمية دينية وتاريخية في عمان حيث قال:هذا المقام » مقام الصحابي بلال بن رباح » من المقامات القديمة في الاردن، حيث يُعتبر معلماً دينياً في منطقة بدر الجديدة.وقد تم التأشير له وإعلانه رسمياً عام 1995, فقد كان عبارة عن ضريح يوجد حوله جدران حجرية, ثم ان اللجنة الملكية المشرفة قامت بتطوير الجدران الى غرفة اسمنية لها قبة بارزة.
والمقامات من الاقامة وليس كضريح يوجد به جثمان لسيدنا بلال رضي الله عنه.. حيث يُقال ان بلالاً في زمن ما جاء من بلاد الشام الى فلسطين والاردن واستراح في هذه المنطقة عدة ايام أوشهراً.. ولكن لا احد يذكر في المراجع كم هي المدة بالضبط. وليد سليمان" الراي "