تستنفر السلطات الأمنية في ليبيا لمواجه ظاهرة تهريب الذهب، خاصة بعد فضيحة تهريب كميات ضخمة من المعدن النفيس عبر مطار مدينة مصراتة الواقعة غرب البلاد التي تواجه انقسامات أمنية وسياسية وهي فضيحة أطاحت بقيادات أمنية كبيرة.
وتعمل الأجهزة الأمنية في ليبيا، الآن، على الحد من عمليات تهريب المعدن النفيس، لما في ذلك من تداعيات على صورة البلاد لدى شركائها الخارجيين وأيضًا تداعياته الاقتصادية.
الاقتصاد الليبي
وقال الخبير الأمني والعسكري عادل عبد الكافي إن "عملية تهريب الذهب تؤثر على الاقتصاد الليبي خاصة أنه يعد من أهم الموارد بالنظر إلى أن هناك إنتاجًا رغم أنه غير مسيطر عليه خاصة جنوب البلاد، علاوة على وجود عصابات أو خارجين عن القانون أو مجموعات الجريمة المنظمة التي تستعين بالعمالة الأفارقة والمرتزقة لاستخراج الذهب وتهريبه إلى خارج الأراضي الليبية".
وتابع عبد الكافي : "بالنسبة لما حدث في مصراتة لم يتم بعد الحسم فيه بالنظر إلى أن هناك لبسًا حقيقيًا في هذه القضية، وتعتبر أغلب المنافذ البرية والجوية غير مسيطر عليها من قبل الدولة الليبية لكن هناك عملًا للسيطرة عليها ونتيجة هذا العمل هو ضبط 26 طنًا في مطار مصراتة".
وأكد أن "تهريب الذهب يضر بالاقتصاد الليبي وهي ظاهرة تفقد الثقة بالقيادات السياسية والأمنية خاصة تلك الموجودة في المنافذ البرية والبحرية، وتفقد الثقة في حكومة الوحدة الوطنية خاصة الثقة الدولية تجاه المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة".
وأنهى عبد الكافي حديثه بالقول: "لذلك في حالة الوصول إلى اتفاق سياسي، وحكومة موحدة، وانتخابات برلمانية، ثم استفتاء على الدستور، ثم انتخاب رئيس يوحد كافة الأجهزة الأمنية، سيتم الحد من تهريب الذهب والجريمة المنظمة، وغير ذلك من الآفات التي تؤثر على الاقتصاد الليبي وأمنها واستقرارها".
وكان موقع "بيزنس إنسايدر أفريكا"، قد كشف، في وقت سابق، أن ليبيا تحتل المرتبة الثالثة في احتياطي الذهب بامتلاكها 117 طنًا خلال العام 2023، بينما أفادت تقارير أخرى بأن ليبيا باتت نقطة عبور للذهب من السودان ودول أخرى.
وقال الخبير الاقتصادي، أحمد السنوسي: "ليبيا في اعتقادي أصبحت نقطة عبور لتهريب الذهب الذي أصبحت وجهته النهائية لدول أخرى حيث يباع، وهو ذهب سوداني، وتشادي، ونيجري، في الأساس".
وأضاف السنوسي: "هناك ناس ينقبون عن الذهب في هذه الدول، ويتم فيما بعد تهريبه إلى مدين القطرون الليبية، ومنها إلى العاصمة طرابلس حيث يتم تهريبه إلى دول أخرى".
ويرى أن "لييبا أصبحت بلد عبور للذهب الذي يأتي من دول أخرى ثم يتم تهريبه، لكن لا أعتقد أن الظاهرة أصبحت مشكلة في حد ذاتها، بل بالعكس يمكن للسلطات الليبية استغلال هذه الظاهرة".