لا تبكي يا ابنة أخي وظلي ارمقي دروب النصر القادمة من خلف الدمع الذي يغشى مقلتيك .
تحجرنا وتكلست مشاعرنا فقد تشابهت علينا السينما والمجزرة .
استمرأنا مرأى الدم القاني على الجثث الساخنة بالعشرات .
لمّا نزل كالأنعام تنتظر تباعا نصل الجزار دون أي إرادة أو رفض أو تغيير .
صرنا قابعين في جسوم باردة تقتات الأيام وتجتر الحسرات والهزائم المزمنة .
تعبر صور الهجوم الدموي على غزة إلينا فتكشف كل المستور والمحذور من الكلام والقيم التي ديست والخسة التي يندى لها الجبين . قليل ما تسمع أو تشاهد في دنيا العجب وآخر الزمن بأن أفعال القتلة والقضاة والشهود لها دافع ا واحد هو القضاء على غزة وإغراقها في البحر وإبادة ساكنيها ومحوهم كما أعلنوا!
ليكشف زيف ما قاله أهل الحضارة والتحضر وحقوق الإنسان وأعجب من هذا وأشد ...أقسى من لؤم العدو واستباحته كل حرمة ودم أن ترى عيونا لهم في عيوننا وخناجر من خناجرنا العربية غرست في صدر غزة بقصد قتلها وحناجر انبرت بالكذب والدجل والنفاق وانحط ناطقوها بالكلمات ولم تجد خيرا لتقله أو تصمت!! بل اختلقت المبررات لمساعدة المجرمين، فقط لإرضائهم وتقديم الولاء.... ألا أن حزب الله هو الغالبون ! و الله غالب على أمره وكل شيء بقدر ..فلا تفزعي يا ابنة اخي من شيء وانه وعد الله حق وشهداؤنا في جنات النعيم عند رب رحيم فمن لم ترحمهم قسوة الغرباء فالله كافيهم فلا تفزعي.
هذه الدنيا يا ابنة اخي كذبة كبرى ومهما طال زمنها ستزول وسيشرب الجميع كأس الموت فلا يبقى فيها إلا الوضيع والمتردي وشرار الناس، إذ لم يعد فيها من أصحاب المروءة وكرم العروبة وفيصلها وصدامها وفرسان الحق فيها فلا تتعجبي من ذلك ولا تفزعي يا ابنتي.
سأروي لك بعض وجع الحقيقة لعلك تقري نفسا بها ، إن منا مغلبوون على امرهم ولم يعد فيهم حر أو مؤمن بقضيتك العادلة ولم يعد الذي كان فيهم يكون ! التبعية والتقليد والموافقة مقدمة دون أن تطلب مثل نواب مجلس البرلمانات العربية عندما يصحو احدهم على وقائع الاجتماع يقول نعم وهو لايدري ... فقد كان يحلم بنومه بعطاء القيادة وأموال النفاق.
أرجوك يا ابنة أخي لا تبك لأن المقاومة الاسلامية في غزة بكل فصائلها دكوا الحصون وغيروا المسميات فانتشر أسماؤنا وألوان علمنا في كل بلد وفوق كل حشد مناصر .
ساؤوا وجوه القتلة وأذاقوهم ذل الخيبة والهزيمة بعد زمن الحصار الطويل فباءت خطط تغيير غزة واجيالها ورميها في البحر بالفشل .
ما لا تعليمنه يا ابنة اخي أنهم حاولوا عن طريق مدراس غزة ان يسمموا الاجيال بدعم المثلية وحقوق الشواذ فيها عن طريق مدارس الأنوروا وغيرها بعدة طرق وفشلوا، وحاولوا مع قادة المقاومة لجرهم لمستنقع الرذيلة والخيانه وفشلوا ووأرجؤوا هجوم غزة مرات لأن أمر غزة غير مكشوف لهم ولا يعلمون حقيقتها ابدا لأن اصحاب القضية صادقون مبايعون على الموت ملتزمون بالعهد ... العهد الذي لم يزل عندهم مسؤولا . وما هم إلا فئة مسلمة ثبتت على الحق وليس غير الحق وستبقى هذه يقاتلون عن آخر من فيهم وإن ذهبوا فأرحام النساء في غزة ستلد أحفادهم ولن يبتلع بحر غزة أهلها!
دعيني يا ابنة أخي أبوح لبحر غزة بشيء من الكلام والرجاء ودعاء العاجز والمهاجر في دنيا الله: يا بحر غزة حرك أمواج غضبك عوضا عن مروءات العرب . وراجيك يا بحر غزة أن تبتلع كل طارئ دخيل ...كل محتل مغتصب ..كل مجرم دامي اليد واللسان ... فلا ناصر لأولاد اخي وامه وزوجه إلا الله بعد أن أصبح أخي شهيدا وشقيقه جريح مبتور الأعضاء. لقد وصلتنا الرسائل والصور يا بحر غزة وبكينا من داخلنا كثيرا وما زلنا عاجزين وكل ما نتمناه أن يعود هارون الرشيد وابنه فلا تفزعي يا ابنة اخي يا ابنة الرجال والشهداء وشفعاء الامة برمتها واعلمي بأن بين الغرب الأسود والعرب علاقات متضاربة غير متجانسة. يدعي فيها الغرب القوة ويدعي العرب الهزيمة فأي هزال نحن فيه وأي انهزام قد تمكن من عزائمنا .
في غزة ومنها ستتبدل الاوهام وطموحات العدوان لأنهم لن ينالوا ما أرادوا. النصر لا ياتيهم من لبس حفاضات الاطفال من الجبن والخوف من أن يخرجوا من مصفحاتهم ودروعهم . هؤلاء القتلة يبكون عن وجود قطة تتألم في بيوتهم ولا يتألمون لأطفالنا وأشلائهم الممزقة والآمنين في بيوتهم في غزة هم حقًا الذين لا ينتصرون .