من الأهمية بمكان إعادة سماع خطاب الملك بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلمه سلطاته الدستورية عشرات المرات لاستخلاص العبر، لقوته، وضخامة وعمق معانيه، وتركيزه على ما يجري بحديث الناس خلف الكواليس .
فلقد لفت نظري عمق المصطلحات الوطنية القوية غير المسبوقة التي ركز عليها الملك بخطابه، فأوصلتنا إلى القشعريرة التي افتقدناها ،فأراح قلوب الأردنيين ، وجلى الغمة ،وقضّ مضاجع المتربصين بسقوط الاردن وانهيار النظام.
لن أخوض بالخطاب الملكي ، والذي اعتبره من اقوى خطابات الملوك عبر التاريخ الاردني ، فجاء قوياً بزمنه ، وعملاقاً بمكانه وسط العسكر ،ولكني سأركز على ثلاث قضايا هامة جداً ألهبها الملك بخطابه حرارة، وأشبعها عنفواناً، وألبسها اجمل اثواب الوطنية:
١- لقد أحسن وأجاد الملك حين ركز على حديث الساعة التي اقلقت الأردنيين "الهوية الوطنية " والتي شابها الكثير واعتراها التغيير ، وعزف على لحنها المنافقين وأرباب الفتن ، فحسم الملك بكل رجولة الأمر بقوله :افتخر بأنني اردني ، وهذه رسالة قوية جداً بأنه لن يكون على أرض الوطن إلا الهوية الوطنية الأردنية.
٢- لقد حمل خطاب الملك وسط العسكر الطمأنينة للأردنيين ، كما أرسل رسالة واضحة وليست مبطنة للمتربصين وأهل الفتن، بأن الملك والجيش والشعب والمخابرات والأمن العام وسلاح الجو والدفاع المدني يشكلون دائرة حول الاردن يصعب اختراقها.
٣- أبدع الملك بإعلانه أن الاردن قوي لن يستطيع أحد النيل من ترابه أو المساس به.
ونحن بدورنا كأردنيين نقول للملك: اذا كنت تفتخر يا عبدالله بأنك خادم للاردنيين،فنحن نفتخر بأننا الهدب الذي يزين شماغ رأسك، فشكراً من الاعماق لك على هذا الخطاب الذي كنت انتظره قبل أن اودع الدنيا ، والموت حق.