جاء العيد الثاني عيد الاضحى المبارك بعد عيد الفطر هذا العام على اهل غزه حيث اختفت مظاهر الفرح والبسمة والبراءة على وجوه الاطفال والنساء والشيوخ وفي الاحياء والحوارث والأزقة من مدن واحياء غزه .
عيد مثقل بالالالم والاحزان ، بالبكاء على فقدان الاحباب. بأي حال عدت يا عيد والارض ملطخة بالدماء ، اطفال ونساء يتسألون اين العيد في غزة ؟! وهم جوعى وعطشى وبدون مأوى ونزوح من مكان الى مكان ، دمار في كل المرافق ونقص المواد الاساسية التي يحتاجونها المواطنين ، الامراض المتفشية هنا وهناك ، الحر الشديد الذي لا يرحم كبيرا ولا صغيرا،،انهيار المنظومة الطبية.
فرغم تلك الظروف والمأسي حاول اهالي غزة اقتناص لحظات سعادة في احياء صلاة عيد الاضحى المبارك وسط القصف المدمر والمتواصل والمعاناة الانسانية نتيجة الحرب التي تجاوزت الثمانية اشهر اقامة صلاة عيد الاضحى المبارك على انقاض المساجد والمنازل المدمره وعلى ركام الدمار والطرقات وداخل مراكز الايواء لرسم بعض من البسمة والفرح على وجوه براءه الاطفال ، وهناك سيدات صنعن كعك العيد على انقاض منازلهن المدمرة.
فرغم قصف المساجد ودور العبادة تقول امراءة غزاوية نستمد القوة من القرآن الكريم بعد ان حرمنا من فريضة الحج ومناسك العمرة 300 من حفظة القرآن الكريم بمدينة غزة يتلون القرآن الكريم عن ظهر قلب في جلسة واحدة يوم وقفة عرفة .ورغم جراحهم ايضا فهناك غزيون يحتفلون بعيد الأضحى على طريقتهم الخاصة ويعايدون الأمة العربية والإسلامية.
المنظمات الدولية والمانحين يعرفون الكارثة التي تمر بها غزة والحل هو يجب ان يبدأ بوقف اطلاق النار وتدخل فعال من الأمم المتحدة لادخال المساعدات حتى يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه ، برنامج الاغذية حذر من مستويات كارثية للجوع جنوب القطاع ، ففي شمال غزة حيث الجوع على اشده ، اكد العديد من السكان ان النقص الحاد في الخضروات والفواكه واللحوم جعلهم يقتاتون الخبز فقط وهذه الاغذية المتاحة في السوق تباع باسعار باهضة وهناك تجار الحرب عدمي الضمير يقومون باستغلال احتياجات السكان من خلال شراء السلع والبضائع بالاسعار العاديه من الضفة الغربية واسرائيل وبيعها بزيادة كبيرة ، لان التجار يستغلون انهيار المنظومة الامنية في غزة .دون حساب ولا رقيب .
كانت غزة فقيرة ومعزولة حتى قبل الحرب ولكن في السنوات السابقة كان بإمكان السكان الاحتفال بالاعياد من خلال تعليق الزينة وشراء الحلوى والهدايا للاطفال وشراء اللحوم او دبح ما تيسر من الماشية ( الاضاحي ) وتوزيعها على الفقراء.وارتداء الثياب الجديدة او التقليدية واعطاء مبلغ من المال للاطفال في ما يسمى بالعيدية وزيارة الارحام والاقارب والاصدقاء.
اكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ان كثيرا من السكان في غزة يواجهون مستوى كارثيا من الجوع وظروفا شبيهة بالمجاعة ، كما شدد على ان اكثر من ثمانية الاف طفل دون سن الخامسة تم تشخيصهم وعلاجهم من سوء تغذية بالغ من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد .
وخلفت على غزة اكثر من 122 آلف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم اطفال ونساء ونحو 10 الاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة اودت بحياة اطفال ومسنين .
وتواصل إسرائيل هذه الحرب على قطاع غزة متجاهلة قرارا مجلس الامن الذي يطالبه بوقف القتال فورا واوامر محكمة العدل الدولية تطالبه بانهاء اجتياح رفح واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع اعمال الابادة الجماعيه وتحسين الوضع الانساني الكارثي في غزة .