أجلس بجانب سريرها، أنظر إلى وجهها الصغير الذي رسمت عليه ملامح الألم، وأشعر بقلبي يتألم معها. غزل، ابنتي الحبيبة، ترقد الآن في المستشفى بعد أن تعرضت لكسر في قدمها لا يمكنني وصف الشعور الذي ينتابني في هذه اللحظات الصعبة، حيث يمتلئ قلبي بمزيج من القلق، الحزن، والرغبة العارمة في حماية صغيرتي وتخفيف معاناتها.
لم يكن الأمر سهلاً عندما أخبرني الطبيب بأن غزل تحتاج إلى عملية جراحية بعد الحادث. رأيتها تتألم، وكنت عاجزاً عن فعل أي شيء سوى أن أكون بجانبها فكل نظرة إليها، كل دمعة تسقط من عينيها، تزيد من شعوري بالعجز. لكنني أحاول بكل ما أملك من قوة أن أبدو قوياً أمامها، أن أبتسم وأطمئنها بأن كل شيء سيكون على ما يرام.
أتابع حالتها بعناية شديدة وأبحث عن أي إشارة طمأنة، أي خبر سار يمكنه أن يخفف من قلقي. وعندما يخبرني أحدهم بأن حالتها جيدة وستتحسن أشعر ببعض الراحة، وإن كان القلق لا يفارقني تماماً.
أحاول أن أكون موجوداً معها طوال الوقت، وأشغل وقتها بأي شيء يمكن أن يشتت انتباهها عن الألم.
مع كل ليلة تمضي، يزداد الوضع صعوبة علي ففي الظلام، وبينما تحاول غزل النوم بصعوبة، أجد نفسي وحيداً مع أفكاري أتساءل عما إذا كنت قد فعلت كل ما يمكنني فعله لتخفيف ألمها. أصلي بصمت، أطلب من الله أن يمنحها الشفاء العاجل، وأتمنى أن أرى ابتسامتها تعود كما كانت، مليئة بالحياة والفرح.
رغم كل هذا الألم، أتعلم درساً ثميناً. أدرك أن وجودي بجانبها، دعمي وحبي لها، يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على تعافيها فغزل هي جزء من روحي، وبدونها أشعر بأن جزءاً كبيراً مني مفقود. في هذه اللحظات الصعبة، أكون عمود الدعم والحب الذي تحتاجه. مهما كان التحدي كبيراً، سأظل دائماً هنا، بجانبها، أقدم لها كل ما أستطيع، حتى أراها تستعيد عافيتها وتعود إلى حياتها الطبيعية.
يا غزل، حبيبتي، أعدك بأنني سأظل بجانبك، أساندك وأحبك بلا حدود. سنجتاز هذه المحنة معاً، وسنعود إلى أيامنا الجميلة، حيث تملأ ضحكاتك البيت وتضيء حياتي من جديد.