كل واحد منَا إلا ومر في موقف ما، بسيطا كان أم صعبا ... وربما أستدعاه الأمر الى التفكير في ذلك جليا، وهو يرى من وقف الى جانبه وسانده ومن سبب له الاذى وتخلى عنه ... فالمواقف فعلا هي التي تكشف لنا معادن الناس فمنها كالذهب الذي كلما مر عليه الزمن إزداد لمعانا وبريقا، ومنها كالحديد الذي سرعان ما يصدأ اذا ما تعرض لقطرة ماء ....
فقد تعيش عمرا وأنت تظن بأن قدرك ومكانتك في قلوب الآخرين محفوظة و كبيرة ومصانة وفجأة وفي موقف بسيط تكتشف العكس تماما ... وكأن المواقف تقول: أتركوهم لنا ونحن نغربلهم .... وكأن المواقف تخبرنا: بأنها كفيلة بإسقاط الأقنعة وإظهار كل شخص على حقيقته ...
طبيعة البشر انهم اذا ما تحدثوا فإنهم يكونون في قمة المثالية واذا ما وضعتهم على المحك تلونوا كالحرباة، فهم يكيفون مواقفهم حسب ما تقتضي مصالحهم ... وهنا من حقك أن تتوقف وتعيد ترتيب هؤلاء الأشخاص في حياتك ...
في مواقف كثيرة على الرغم من قساوتها فإننا لم نعد نتلمس مواضع الألم بقدر ما نتحسس حجم الدهشة التي تركها فينا سقوط قناع أحدهم عن وجهه ...
المواقف كالعواصف ... اذا هبت تساقطت على أثرها أوراق وأقنعة وضمائر ... شكرا للمواقف التي تظهر لنا حقيقة البشر.